الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 12 يناير 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صليبه كان مكاني!
«وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا» ( إشعياء 53: 5 )
استراح الجيش الفرنسي في خيامه بعد معركة عظيمة، وكان في انتظار معركة أخرى في اليوم التالي. ولكن الإمبراطور “نابليون بونابرت”، والذي كان يقود الجيش بنفسه، كان يعلم أن جيوش الأعداء مرابطة على مسافة قريبة منه؛ فلم يهدأ الرجل، ولم يستطع النوم، فخرج ومعه أحد ضباط جيشه ليتفقد أحوال المعسكر، وليرى هل الحراس يقظون في حراستهم أم لا. وإذا به يجد حارسًا غارقًا في النوم، وهذه جريمة أُجرَتها الموت. ولكن الإمبراطور رَثى لحال الحارس وأشفق عليه، وبدل أن يصدر عليه حكم الموت، انحنى إلى الأرض، وحمل سلاحه الذي كان قد سقط منه، ووقف مكانه حتى مطلع الفجر.

ولما استيقظ الحارس ووجد الإمبراطور واقفًا بجانبه، ارتعب من الخوف، وتحقق من موته. ولكن الإمبراطور رَبَتَ على كتف الحارس برقة وعطف، وقال له بمحبة وحنان: “هوِّن عليك يا ابني ولا تخف، فقد وقفت مكانك، وما كنت أطلبه منك قد عملته بالنيابة عنك؟”

هذا هو نفس ما عمله الله معنا! نحن أخطأنا وأثمنا وفعلنا الشر، وكنا نستحق الموت والعذاب الأبدي، محكومًا علينا بعقوبة أبدية نقضيها في بحيرة النار والكبريت لننال فيها بعدل استحقاق ما فعلنا. ولكني نظرت وإذ بابن الله «ربِّي وإلهي» يأتي إلينا ويقف مكاننا - مكان المذنوبية والدينونة - أمام عدالة الله، ويحمل في جسمه على خشبة الصليب كل عقوبة خطايانا، وكل قصاص نستحقه كأجرة لآثامنا «كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا» ( إش 53: 6 ). فهو - له كل المجد - «الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ» ( 1بط 2: 24 ).

عزيزي: هل تعرّفت بالمصلوب باعتباره بديلك ونائبك؟

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net