الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 21 يناير 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عيناي تنظران
«بِدُونِ جَسَدِي أَرَى اللهَ ... وَعَيْنَايَ تَنْظُرَانِ وَلَيْسَ آخَرُ» ( أيوب 19: 26 ، 27)
ما أثمن عينيَّ! إنهما لا تُقدَّران بثمن. هما مثلان عجيبان لجهاز آلي مُعقد ودقيق، هما تذكار دائم لحكمة الله وقوته، فمنهما أُطل على العالم فأرى الغث والثمين والتافه.

إن عينيَّ لم تخدعاني قط في أدق الظروف، فنجحتا في كل اختبار، وقامتا بدورهما في كل ما أعمل طوال اليوم. ولقد مكنتني عينايّ من أن أستمتع بإنتاج الفنان والكاتب، بالطير والزهر، بالجدول والبحر، بالسهل والجبل. ولقد أرتني عينايّ مَنْ أحببت؛ أرتني والديَّ، وأشقائي وشقيقاتي وأقاربي وأصحابي. على أن تاج المناظر لا يزال بالنسبة لعينيَ شيئًا عتيدًا، فهما ستريان الرب نفسه يومًا ما. وقد يبدو هذا غريبًا، إلا أنه حقيقة واقعة، فكلمته تقول: «هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ» ( رؤ 1: 7 ). إذًا فسترى عيناي «اَلْمَلِكَ بِبَهَائِهِ» ( إش 33: 17 ).

إلا أن عيني كل إنسان ستنظرانه إما كمخلّص وإما كديان؛ فعينا كل مَنْ آمن به ستريانه مخلصًا «الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلَكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ» ( 1يو 3: 2 ). ويقول أيوب: «أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ وَلِيِّي حَيٌّ، وَالآخِرَ عَلَى الأَرْضِ يَقُومُ، وَبَعْدَ أَنْ يُفْنَى جِلْدِي هَذَا، وَبِدُونِ جَسَدِي أَرَى اللهَ. الَّذِي أَرَاهُ أَنَا لِنَفْسِي، وَعَيْنَايَ تَنْظُرَانِ وَلَيْسَ آخَرُ» ( أي 19: 25 -27). أما عين كل مَنْ لم يؤمن به فستريانه ديانًا ( يو 5: 22 ، 27)، ومقابلته كديان معناها الهلاك الأبدي ( مت 25: 41 ).

فيا عينيَّ لقد ادخر الرب لكما أبهج المناظر، فستريان الرب يسوع المسيح نفسه. ويا قارئي العزيز، هل سترى عيناك الرب كالمخلّص الذي يضفي عليك فرحًا فائقًا ومجيدًا، أم ستريانه كالديان الذي ينطق عليك بحكم الهلاك الأبدي.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net