الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 30 يناير 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ترتيوس الكاتب
«أَنَا تَرْتِيُوسُ كَاتِبُ هَذِهِ الرِّسَالَةِ، أُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ» ( رومية 16: 22 )
لم يكن “تَرْتِيُوسُ” مُبشرًا شهيرًا أو معلمًا قديرًا أو خادمًا متجولاً عظيمًا في كنيسة الله، فمن المُرجَّح أنه كان من مؤمني كورنثوس، وأنه كان مستقرًا بالمدينة ولم يذهب مع الرسول بولس إلى أماكن أخرى، وإلا لوَرَد اسمه بين أسماء المُرافقين لبولس، في الرسائل الأخرى أو في سفر الأعمال. وعندما احتاج الرسول - أثناء إقامته في كورنثوس - لمن يُمليه ويستكتبه رسالته إلى مؤمني رومية، تقدم ترتيوس لكي يقوم بالخدمة المطلوبة فقط، ليس أكثر ولا أقل، ورضيَ وقنع بمجرد ملء الخانة المطلوبة، وتقديم الخدمة اللازمة، بغض النظر عن نوعها، والقيام بالعمل الذي عيَّنته له يد الرب.

ومع أن العمل الذي قام به “تَرْتِيُوسُ” مُحدَّد وضئيل، إلا أنه مِن المؤكد أن أبسط عمل نُقدِّمه للرب، بدوافع نقية مُخلصة، سيكون له تقديره مع أعظم الأعمال وأسماها وأمجدها على وجه الإطلاق. فقد يكون في آخر صفوف الخدمة مَنْ يقوم بالعمل الذي لا يمكن أن تقدّره الأرض، ولكن تعرفه السماء جيد المعرفة. وهكذا وصل إلينا اسم “تَرْتِيُوسُ” مُدوَّنًا بقلم الوحي المقدس، وكذا خدمته الثمينة قد سُجلت في الكتاب المقدس، فأصبح يقرأها الملايين من النفوس. فيا للكرامة! ويا للشرف! ويا للمكافأة!

ويبدو أن “تَرْتِيُوسُ” فاضت مشاعره وعواطفه تجاه إخوته المؤمنين في رومية، وتثقَّل أن يُرسل تحياته الشخصية إليهم «فِي الرَّبِّ» الذي مات ليجمع أولاد الله المتفرقين إلى واحد ( يو 11: 51 ، 52)، والذي فيه - تبارك اسمه - يتَّحِد المؤمنون معًا مهما باعدت بينهم المسافات. ويبدو أن الرسول بولس سُرَّ، مسوقًا من الروح القدس، ألا تنتهي الرسالة دون أن يذكر فضل الرجل الذي أُمليت عليه الرسالة وكتبها، وهكذا نقرأ: «أَنَا تَرْتِيُوسُ كَاتِبُ هَذِهِ الرِّسَالَةِ، أُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ».

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net