الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 31 يناير 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
فتَبِعَا يسوع
«فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: أَيْنَ أَنْتَ؟» ( تكوين 3: 9 ) «فَقَالاَ: رَبِّي ... أَيْنَ تَمْكُثُ؟» ( يوحنا 1: 38 )
في يوحنا 1: 39 نجد أول ذكر لكلمة “اليوم” في إنجيل يوحنا. وهو يذكرنا بيوم آخر لا يُنسى في تاريخ البشر، ورد في تكوين 3.

يوم تكوين 3 هو أول يوم للبشر بعد سقطة آدم، ودخول الخطية إلى العالم، بينما يوم يوحنا 1 هو أول يوم بعد المناداة بحَمَل الله الذي يرفع خطية العالم.

هناك نجد الرب الإله ماشيًا عند هبوب ريح النهار؛ أي ساعة العصاري ( تك 3: 8 )، وهنا نجد أيضًا الرب يسوع ماشيًا نحو هذا الوقت بعينه؛ الرابعة بعد الظهر ( يو 1: 39 ).

على أننا هناك نجد اثنين، هما آدم وحواء، يهربان ليختبئا من وجه الرب. بينما هنا نجد اثنين يتبعان الرب «فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَنَظَرَهُمَا يَتْبَعَانِ» ( يو 1: 38 ).

هناك يسأل الرب الإنسان: «أَيْنَ أَنْتَ؟»، أما هنا فيسأل الإنسان الرب: «رَبِّي ... أَيْنَ تَمْكُثُ؟».

أَتعرف ما هو سر هذا التغيير العجيب من الهرب منه إلى اتباعه؟ ومن الخوف منه إلى الانجذاب إليه؟ لا توجد إجابة سوى في «حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ» ( يو 1: 29 ).

لولا الصليب الذي رُفِعَ عليه رب المجد، ليحمل أجرة خطايانا، لكان صوت الله يُرعبنا نحن أيضًا. لكن شكرًا للرب لأن الصليب غيَّر الحال معنا كقول المسيح: «وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ» ( يو 12: 32 ).

لقد تبعا التلميذان يسوع «وَمَكَثَا عِنْدَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ» ( يو 1: 39 )، وها نحن نتبعه هنا والآن في طُرق العالم المُتربة، وسنتبعه أيضًا قريبًا هناك في شوارع المدينة الذهبية ( رؤ 3: 4 ). هنا نُحيط به أفرادًا قليلين، في مكان مجهول، وهناك سنُحيط به من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة، نُرنم لنفس الشخص المُبارك «الْخَروفُ الْمَذْبُوحُ» ( رؤ 5: 12 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net