الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 28 أكتوبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ليسَ لهم أصلٌ
«لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ، فَيُؤْمِنُونَ إِلَى حِينٍ، وَفِي وَقْتِ التَّجْرِبَةِ يَرْتَدُّونَ» ( لوقا 8: 13 )
ليت الذين يقرأون هذه الكلمات يفحصون أنفسهم في نورها. هل قبلوا خبر الإنجيل بفرح؟ هل تأثرت مشاعرهم به؟ ليتهم يعرفون هذه الحقيقة؛ إن هناك فرقًا بين أن يسمعوا بآذانهم، وبين أن يقبلوا الرب يسوع في قلوبهم. هذا شيء وذاك شيء آخر مختلف كل الاختلاف، لأنه كثيرًا ما يقترن التأثر السطحي في المشاعر، بغلاظة في القلب، ويكون الحماس المشبوب للكلمة قصير العمر. لقد كانت الأرض الصخرية التي استقبلت البذار في المَثَل، مُغطاة بطبقة رقيقة من التربة، وعندما بدأت البذار تنبت، اصطدمت جذورها بصلابة الصخر، فتوقف النمو، وذبل النبات وجف.

هل هذه هي الحال معك أيها القارئ؟ هل لك مظهر المتتلمذين والمتدينيين، ولكن ليس لك حياة في الداخل؟ ثق أن النمو الحقيقي هو الذي يرفع الساق والفروع إلى أعلى، هكذا في نفس الوقت يدفع الجذور والأصول إلى أسفل. وإن لم تكن في القلب بساطة الإيمان والمحبة للرب يسوع، فالبذرة؛ بذرة الكلمة، قد تنبت إلى حين، لكن لا بد أن تذبل لأنها لا يمكن أن تتأصل في الصخر. إننا نخشى النمو السريع، ومظاهر التقوى الفوارة، مثل يقطينة يونان «الَّتِي بِنْتَ لَيْلَةٍ كَانَتْ وَبِنْتَ لَيْلَةٍ هَلَكَتْ» ( يون 4: 10 ).

ليتكم تحسبون نفقة التتلمذ للمسيح. وأكثر من ذلك ليتكم تحرصون على الاعتماد على نشاط الروح القدس، وحينئذٍ يكون لكم في أنفسكم بِذَار جيدة في أرض جيدة. وإن بقي القلب صلبًا كما كان من قبل، فإن حرارة شمس التجارب سوف تجد في القلب الصخري ما يزيدها التهابًا، فتحرق أصول البِذَار. والمظهر الزاهي اليانع سرعان ما يضمحل إلى نوع من اليأس وخيبة الأمل.

قُل: يا ربُّ، أيها الزارع الحكيم، ليتك تفلح تربة قلبي أولاً، وابذر فيها بِذَار الحق، وتعهد بِذَارك، واجمع من حياتي محصولاً ترى فيه من تعب نفسك وتشبع.

فيليب نن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net