الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 29 أكتوبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
داود في صِقلَغ
«فَتَضَايَقَ دَاوُدُ جِدًّا لأَنَّ الشَّعْبَ قَالُوا بِرَجْمِهِ» ( 1صموئيل 30: 6 )
يا لداود المسكين! فإذا كان كسير القلب على خسارة عائلته وحرق مدينته، فقد أُضيف إليه حزن آخر نجم عن تذمر وتمرد رجاله. لقد اعتبروا أن اللوم يقع بالتمام على قائدهم، لأنه ارتحل إلى أخيش وترك مدينة صِقْلَغ دون دفاع، ولأنه استفز العمالقة وحلفاءهم لهجومه عليهم ( 1صم 27: 8 ، 9)، والذين انتهزوا الفرصة لينتقموا لأنفسهم. وهكذا نحن عندما نقع في مشكلة نكون مُعرَّضين لأن نهتاج في غضب على أولئك الذين نظن أنهم كانوا سببًا في معاناتنا، وذلك عندما نتجاهل العناية الإلهية، ولا نلتفت إلى يد الله في الأمر.

في كل المناسبات السابقة وجد داود من يتعاطف معه، ومن يُعزيه في بلاياه. ففي بيت شاول كانت له عواطف يوناثان، وكان الكثيرون يتعاطفون معه. وحتى في البرية انضم إليه ستمائة من إسرائيل، وجاهدوا معه بأمانة في عديد من أيام المصاعب والخطر. ولكن الآن قد تخلى عنه الجميع. وإذ هاجوا بالغضب بسبب الكارثة المفاجئة، إذ قد حُرموا من كل شيء، نظروا بسرعة إلى مشاعرهم المجروحة بسبب النتائج المُرة للكارثة، وألقوا باللائمة على داود، لأنه كان هو الذي قادهم إلى صِقْلَغ.

وماذا كان غرض الله من هذه التجارب المرة التي أتت الآن على داود؟ لم يكن الغرض أن يسحقه أو أن يُوقعه في هوة اليأس، كلا، بل بالأحرى كان القصد دفعه لكي “يَتَوَاضَع تَحْتَ يَدِ اللهِ الْقَوِيَّةِ” ( 1بط 5: 6 )، وليعترف بخطئه لكي يُستعاد إلى الشركة السعيدة مع إلهه. والله يُرسل أقسى تأديباته “لخاصته” ولفائدة أتباعه، ولكن من أجل أن نجني الخير من هذه التأديبات، ونتمتع فيما بعد “بِثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَم”، لا بد لمُتلقي التأديب من أن “يَتَدَرَّب بِهِ” ( عب 12: 11 ). فيجب أن ينحني تحت العصا، ويسمع ويَقبَل قبل أن يجني الثمار الروحية. وهو ما حدث مع داود فعلاً فيما بعد.

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net