الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 10 نوفمبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يا رب نجِّني!
«وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ، صَرَخَ قَائِلاً: يَا رَبُّ، نَجِّنِي!» ( متى 14: 30 )
قد يتخيل بعضنا أن بطرس بمجرد أن نزل من السفينة فإنه غرق في الحال، ولكن في مَتَّى 14: 29 نقرأ أنه «مَشـَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ». ثم تأتي كلمة «لكِن» التي تبدأ الآية 30، وهي كلمة مؤسفة، إذ تحدثنا عن تحول عيني بطرس من النظر إلى الرب لكي يسير نحوه، إلى النظر إلى الريح الشديدة. وفي تصـرّف بطرس هذا هناك درس سلبي علينا أن نتحذر منه. لقد بدأ بطرس الطريق حسنًا، وهو ناظر إلى المسيح، مستند على أمره له «تَعَالَ». لكنه سرعان ما أحس بعدم ثبات المياه تحت قدميه، وصفعات الريح العاتية على وجهه، ولعله أخذ يُفَكِّر: هل أواصل السير فوق المياه، أم استخدم مهارتي في العوم؟ هل أعود راجعًا إلى السفينة حيث باقي التلاميذ، أم أكمل الطريق إلى المسيح. وهذا التردد لا ينفع في ظرف كهذا.

ولقد تعلم بطرس عدة دروس هامة في ذلك اليوم. ففي سيره فوق المياه تعلَّم شيئًا عن قدرة الرب، وعندما أخذ في الغرق تعلَّم شيئًا عن ضعفه هو. وهكذا نحن في رحلة حياتنا مع المسيح نتعلَّم أيضًا هذين الدرسين الهامين: أن الرب كل شيء، وأننا نحن لا شيء. وفي الحقيقة سواء كان البحر ساكنًا أو أمواجه عاتية، فإنه أمر فائق للطبيعة أن يمشي أحد على الماء، مما يدل على أن غرق بطرس لا علاقة له باضطراب البحر، بل بتحول عينه عن الرب. ونحن أيضًا طالما كنا ناظرين إلى الرب يسوع يمكننا أن نقطع رحلتنا بأمان فوق المياه، مهما بدا هائجًا وأمواجه مزبدة. ولكن حتى في هذا الموقف نتعلم من بطرس درسًا هامًا، فهو بمجرد أن بدأ يغرق، صرخ للرب. قال له كلمات بسيطة، لكنها نابعة من الأعماق: «يَا رَبُّ، نَجِّنِي!»، وهي تعتبر أقصر صلاة في الكتاب المقدس، ونالت استجابة فورية. فالصلاة ليست بطولها تقاس بل بعمقها.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net