الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 22 نوفمبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المسيح الملك
«لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَمْلِكَ حَتَّى يَضَعَ جَمِيعَ الأَعْدَاءِ تَحْتَ قَدَمَيْهِ» ( 1كورنثوس 15: 25 )
قد يُصبح إنسان ما رئيسًا بالانتخاب، ولكن الملك يكتسب حقه بالميلاد. وهكذا مُلك المسيح على العالم لا يشترط فيه أغلبية الأصوات. ولو أن كل الناس الذين تعاقبوا على كر العصور أنكروا سيادته، لمَا كان إنكارهم ليؤثر قط على شرعية حقه في السيادة. وهب أننا جميعًا اقترعنا ضد الشمس، وقلنا إنها لم تعد الشمس، فإن ذلك لا يمنع الشمس من أن تظل كما هي تسطع بهدوء كما كانت. وهب أننا جميعًا اتفقنا على أن مجموع اثنين واثنين هو خمسة، وليس أربعة. فإن ذلك لا يؤثر على الحقيقة الثابتة، وهي أن المجموع أربعة. فنحن لا نُغيّر الحقيقة، ولكن الحقيقة هي التي تُغيّرنا، سواء تمسكنا بها أو لم نتمسك. وسواء تعبَّد الناس للمسيح أو احتقروه فهذا لا يُغيّر من مقامه، ولكن الذي يتغيَّر هو مقامهم هم. ولو أن العالم كله انغمس في طريق الأنانية والضلال، غير عابئ بالمسيح الملك، فإن العالم كله سينتهي به المطاف إلى الدمار الكامل، ويبقى المسيح ملكًا كما كان.

إن الطريقة التي يستخدم بها المسيح سلطانه من شأنها أن تُثبتنا وأن تُمكّننا، فقد استخدم سلطانه غير المحدود في الذهاب إلى الصليب من أجل خطايانا «لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا، وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا» ( يو 10: 18 ). إن فهم المسيح للسلطان يختلف اختلافًا عظيمًا عن فهمنا نحن، فنحن في الغالب نتصور أنه بمقدار ما يُصبح لنا من سطوة فإنه بهذا المقدار نستقل، وفي ظل هذا الاستقلال نفصل أنفسنا عن الآخرين. ولكن العكس هو الصحيح، فإذا ما كنت قويًا فاعلم أن هذه هي فرصتك لكي يستند عليك الآخرون. وكونك قويًا يضعك في مركز المديونية لكل مَن هو ضعيف. وهذا هو مفهوم القوة والسلطان عند المسيح، فقد قال: «لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا، وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا» ( يو 10: 18 )، وبهذا السلطان ذهب غير هيَّاب أو متردد إلى الصليب، وأصبح خادمًا ومُخلِّصًا للكل.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net