الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 18 ديسمبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الله على عرشهِ
«جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ اشْهَرَهُمْ جِهَاراً، ظَافِراً بِهِمْ فِيهِ» ( كو 2: 15 )
في الجلجثة كان يظهر واضحًا أن الشيطان قد تغلّب على المسيح. لقد كانت أصوات الجمهور المتقلِّب تصرخ قائلة: «اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!» ( لو 21: 23 )، وبيلاطس رفض أن يقف بجانبه، ثم أدانه الحاكم الروماني بالموت في أبشع وأقسى صورة عرفها الإنسان، ورُفع على الصليب بين اثنين من المجرمين، وكانت الجماهير تمر أمامه مجدِّفة، وهم يهزون رؤوسهم ويقولون: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ! .. خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا»!» ( مت 27: 40 ، 42). لقد كانت تلك ساعات خطيرة فيها المُخلِص يُسخَر منه ويُهان ويُبصَق عليه ويُصلب. تُرى ماذا لو أن كل شيء انتهى بهذه الصورة؟! ولكن الأمور لم تنته كما بدت، ولن تنتهي قط بهذه الصورة التي تبدو من الخارج للناس، إذ أن الصراع هو بين الله القدير وبين أعدائه. وها هي شهادة الكتاب المقدس عن المسيح في الجلجثة عندما ظهر أمام الناس وكأنه وقع في قبضة أعدائه «جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ اشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ (أي في الصليب)» ( كو 2: 15 ). هل وجد انتصار مثل انتصار المسيح هذا على أعدائه في الجلجثة؟ وعندما ظن العدو أنه انتصر على المسيح، وعندما كان يتباهى بنصرته، قام المسيح من الأموات منتصرًا.

كم كان عجيبًا حقًا ذلك النصر الذي أُحرز عند الجلجثة، عندما تحول المقهور (في خيال الناس حينئذ) إلى قاهر قد غلب أعداءه، ووضع سلاسل حول أعناقهم، وقادهم أمامه أسرى في موكب نصرته! لا يوجد نصر كهذا في تاريخ العالم. ولنتذكر أن ذلك النصر هو أنموذج للانتصار الذي يريد الرب أن خاصته يمتلكونه، فالصليب هو الطريق إلى كل انتصار يأتي إلى قديسي الرب. إن الله على عرشه يوجه الأمور بقوته وحكمته غير المحدودتين، فلنضع في بالنا هذه الكلمات «كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ».

أزوالد ساندرز
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net