الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 22 ديسمبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أنا هو. لا تخافوا
«فَلِلْوَقْتِ كَلَّمَهُمْ قَالَ لَهُمْ: ثِقُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا» ( مرقس 6: 50 )
«رَآهُمْ مُعَذَّبِينَ فِي الْجَذْفِ ... أَتَاهُمْ» ( مر 6: 48 ) ... وهكذا الحال اليوم، فإن محبته تستحضره سريعًا ليُريحنا، ليس بالضرورة تتغيَّر الظروف، ولكنه يُغيّرنا نحن، ويُهدئ روعنا بحضوره، ويُصيّرنا أعظم من منتصرين بواسطة محبته. ولكن كثيرين من القديسين يفتقدون ذلك! لماذا؟ لأنهم يصرون على التجديف تاعبين؛ يصرون على مجابهة تجاربهم بقوتهم الخاصة، ومن ثم يرزحون - باعتبارهم آنية خزفية – تحت حمل الخوف من الأمواج المُزبدة، ومن رب هذه الأمواج آتيًا إليهم عليها (ع49). ولكن معاناتهم أتاحت له الفرصة ليتدخل. وعندما أُعدموا القوة، صار هو قوتهم. وقد نالوا ذلك عند شعورهم بقربه منهم، وهذا غيَّر الموقف برمته: «فَلِلْوَقْتِ كَلَّمَهُمْ قَالَ لَهُمْ: ثِقُوا. أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا» (ع50). وكان ذلك كافيًا لهم، كما هو كافٍ لنا الآن. فشفيعنا العظيم يُصلي لأجلنا، ويرانا، ولا يتوانى عن المجيء إلينا. وهكذا فإننا به ومن خلاله يمكن أن نُصبح أعظم من منتصرين، وذلك لأننا نعلم أن لا شيء يُمكن أن يفصلنا عن محبته «مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟» ( رو 8: 35 )، بل إن هذه جميعها تُقرّبه إلينا لأنه يُحبنا، ولأن الذين خلصوا بدمه، سيخلصون بحياته «لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ!» ( رو 5: 10 ). نعم، ولئن كنا نعبر وادي ظل الموت، إلا أننا نثق فيه ولا نتذمر عليه، بل نعبر رافعي الرأس منتصرين، لأنه موجود حيثما تحل أعظم تجربة، وسيظل هنا حتى نهايتها. إنه رئيس الكهنة العظيم، والشفيع، وقائد خاصته، الذي يُنادي: «لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ» ( عب 13: 5 ).

ج. ت. ماوسون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net