الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 30 ديسمبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بطيء الغضب
«الرَّبُّ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَعَظِيمُ الْقُدْرَةِ، وَلَكِنَّهُ لاَ يُبَرِّئُ الْبَتَّةَ» ( ناحوم 1: 3 )
زمان النعمة الحاضر هو زمان الإحسان الإلهي المجاني. ولا شيء يُطلَب من الإنسان سوى الإتيان إلى الله بالإيمان ليأخذ بركات أكثر مما يطلب أو يفتكر، مِن مجرد رحمة الله، لأنه زمان الرحمة.

والرحمة عندما تأتي إلى عالم مسكين، وإلى خاطئ بائس، إنما تأتي باندفاع سريع. تيارها جارف، وتشق طريقها إلى غرضها. لكن الغضب الإلهي في زمان هذه النعمة يأتي بطيئًا متثاقلاً، لأن الله لا يُسرّ بموت الشرير.

وقضيب الرحمة الذهبي في يد الرب، ممدود الآن. أما سيف القضاء العادل، فهو الآن في غمده، وتضبطه في الغمد تلك اليد المثقوبة بالمحبة، التي قطرت دمًا لأجل الناس الخطاة. والرب بطيء الغضب لأنه عظيم القدرة. والقادر الذي يضبط يده، عندما يأتي وقت القضاء يكون قادرًا، بل وعظيم القدرة حقًا.

والقوة التي تمنع “القدير” الكلي القدرة عن القضاء، هي أكبر القوى جميعًا. إن الله يُراقب طرق الأشرار وآثامهم، لكنه لا يضجر، بل يحجز غضبه. ولو لم يكن هو الله، لفجَّر غضبه من زمان بعيد، ولأرعد على الفجار، وأفرغ مخازن سخطه عليهم.

إن عظمة قدرة الله تأتي إلينا الآن بالرحمة. إنها تمنح مجانًا، وتُعطي بالنعمة، وتملأ يد الإيمان بغير حدود. ونحن نسألك أيها القارئ العزيز: أين أنت الآن؟ هل بالإيمان المتواضع ترفع عينيك إلى الرب يسوع قائلاً: “إِلَهِي أَنْتَ سَنَدِي صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي”. إن كنت هكذا، فإنك لا تخاف قدرة هذا القدير. إن كنت بالإيمان تنال غفران خطاياك، وتحتمي بالرب من تيارات الشر من حولك، فثق أنه لك تُرْسٌ ومِجَنٌ وَسِتَارَةٌٌ مِنَ السَّيْلِ. إن كنت بالإيمان قد اتَّحَدْتَ به، فافرح لأن “العَظِيمُ الْقُدْرَةِ” هو حافظك والضامن لك، وحبيبك الصانع لك خيرًا، من الآن وإلى الأبد.

لورا باوتر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net