الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 5 ديسمبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خبط الحنطة
«كَانَ يَخْبِطُ حِنْطَةً ... فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ » ( قضاة 6: 11 ، 12)
أول ما ذكره الكتاب عن التعريف بجدعون هو أنه كان يخبط الحنطة في مكان سرِّي لكي يُهرِّبها من المديانيين. هذه الحنطة هي النصيب الصحيح للشعب، لأنها نتاج الأرض التي أعطاها الله لهم، ولأنها رمز للمسيح. لقد سُلب الإسرائيليون من مؤونتهم، ولكن تمكَّن جدعون من تأمين بعض من المؤونة، على الأقل، من الناهبين. ومن الواضح أنه أعطى اهتمامًا بالغًا لِما يحرسه، وألاَّ يتعرَّض للنهب إذا ما استطاع أن يتجنب ذلك. ولقد أعلن الرب ذاته لهذا الرَّجُل، ولذلك دعاه بجبار البأس، لأنه شرَع في انتهاج الطريق للنُصرة النهائية.

عزيزي المؤمن: هل تُقدِّر المسيح؟ وهل أنت مُعتاد لأن تعتكف إلى مكان سرِّي بعيدًا عن ضغوط ومتاعب الحياة اليومية، لكي ما تتغذى على الرب، وعلى الأمور التي له، والذي هو نصيبك الحقيقي؟ من المُحتمل أن تعترف بأن لا وقت لك للأمور التي للرب، وأنه من الفجر إلى مَغيب الشمس تظل مُنشغلاً بواجبات الحياة اليومية. إذًا فأنت حقيقةً تحت النير المرير لأكثر أعداء النفس رُعبًا؛ الأمور الأرضية الدنيوية.

اجعل لك وقتًا لتتغذى على المسيح في السر، وفي الحال ستتحقق من فائدة ذلك. سيكون النهار أكثر إشراقًا، وستكون الأحمال أخف، وستصبح روحك أقل إحساسًا بالضغوط، بل وربما ستجلو النظرة القلقة عن وجهك. وباختصار سيُشرق عصر جديد عليك إذا ما تحوَّلت إلى خبط الحنطة الحقيقية في الحضور السرِّي لله. وستحتاج لأن تحرص على هذه اللحظات الهادئة، لأن هذه الأمور الأرضية ستقحم نفسها على هذه البقاع المقدسة، إذا سمحت لها بذلك.

وبينما كان جدعون يخبط الحنطة، ظهر ملاك الرب له بإعلان يُنير النفس: «الرَّبُّ مَعَكَ يَا جَبَّارَ الْبَأْسِ!». وهكذا خاطَب ملاك الرب الرَّجُل الذي تمسَّك بما أعطاه الله، وكان الرب معه، وبالتالي كان لا بد أن تكون له القوة والشجاعة.

ج. ت. موسون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net