الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 23 فبراير 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الله كلَّمنا في ابنهِ!
«اَللهُ ... كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ » ( عب 1: 1 ، 2)
يا لروعة وجلال هذا الإعلان “الله تكلَّم”. أي نعم. إن إلهًا حيًا، إلهًا مُحبًا، لا بد أن يتكلَّم. لقد انتهى وقت الإعلان الجزئي الناقص الوقتي، وصار الله يكلمنا بطريقة أخرى أمجد وأعظم “كَلَّمَنَا فِي ابْنِهِ”. وهكذا، أيها الأخوة الأحباء، نرقى إلى الحق العجيب وهو أن يسوع، ابن الله، ليس فقط يعلن لنا رسالة الآب، بل هو نفسه رسالة الآب. كل ما عند الله ليقوله لنا هو يسوع. جميع أفكار وهبات الله، ومواعيد الله ومشورات الله، هي في يسوع.

هو النور، والسلام، والحياة، والطريق، والغاية والغرض. إن «اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ» كما يقول يوحنا «الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ» الذي هو كنزه ولذته وموضوع محبته، الأزلي الذي كان سروره منذ الأزل يشاطره كل أفكاره ومشوراته. هذا الابن الوحيد، حبيب الله ـ هو بكل تأكيد الرسول الحقيقي الذي يستطيع أن يعلن لنا كل سرائر قلب الآب، ويُخبرنا بكامل مشوراته وكل مقاصد نعمته.

أي نعم “الله كَلَّمَنَا فِي ابْنِهِ”، وفي الابن تتركز كل رسالة الله. وإذا لم يعرف الخاطئ شيئًا سوى هذا: أن الله أرسل رسولاً، وأن هذا الرسول هو ابنه، فهو قادر أن يكتشف من هذا كل الإنجيل، كل الخبر الطيب، لأن الله لكي يُرسل إلينا الدينونة، ولكي يعطينا معرفة خطيتنا وخرابنا، ولكي يُرسل إلينا رسالة القضاء والقصاص القريب الوقوع، لكي يفعل كل ذلك، ليس هو في حاجة لإرسال ابنه. أي ملاك كان يكفي لهذا العمل، وأي عبد يكفي لإعلان مثل هذه الرسالة. موسى كان يقدر أن ينطق بها، بل ضميرنا ذاته هو رسول كافٍ لمثل هذه الحالة. أما عندما يرسل الله ابنه إلى هذا العالم، عندما يُضحي الله بهذه التضحية الهائلة، وهي السماح لابنه الوحيد الحبيب أن يأخذ صورتنا ويشترك معنا في اللحم والدم، فلا يمكن أن يكون لهذا إلا معنى واحد وهو الخلاص، ولا يمكن أن يكون له إلا باعث واحد وهو محبة الله الهائلة المُدهشة.

سافير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net