الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 27 فبراير 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بوعز وراعوث
«كَيْفَ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ حَتَّى تَنْظُرَ إِلَيَّ وَأَنَا غَرِيبَةٌ!» ( راعوث 2: 10 )
هناك أمور كثيرة تتعلق ببُوعَز تُذكّرنا بربنا يسوع المسيح؛ أولاً: كان وليًا (أو قريبًا) لأليمالك، ولكي يُظهر الله نعمته، كان ينبغي على ابن الله أن يصبح “وَليّنا”، بأن يصبح إنسانًا ( عب 2: 14 ، 15). ثانيًا: دُعِيَ بُوعَز «جَبَّار بَأْسٍ» أي “عظيمًا في الغنى”، ومكتوب «فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ» ( 2كو 8: 9 ). ثالثًا: كانت بيت لحم مسقط رأس بُوعَز، وهي ذات القرية التي وُلِدَ فيها الرب ( لو 2: 4 - 6). رابعًا: نطق بُوعَز بكلمات مليئة بالنعمة، مما يذكّرنا ببداية خدمة الرب في الناصرة عندما «كَانَ الْجَمِيعُ يَشْهَدُونَ لَهُ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ كَلِمَاتِ النِّعْمَةِ الْخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ» ( لو 4: 22 ). أما خامسًا: فقد أظهر بُوعَز اهتمامًا بتلك الغريبة المسكينة راعوث، والرب يسوع أتى ليُبشِّر المساكين ( لو 4: 18 ).

وتمثل العلاقة المُطردة بين بُوعَز وراعوث، العلاقة بين المسيح وشعبه. لقد دعاها دعوة كريمة أن تلتقط في حقله، وطمأنها من جهة حمايته لها. وعندما أتى وقت الطعام رحّب بها على مائدته، بل اهتم بها بطرق لم تكن هي تدري بها عندما أَسر إلى الحصادين أن «أَنْسِلُوا أَيْضًا لَهَا مِنَ الشَّمَائِلِ وَدَعُوهَا تَلْتَقِطْ وَلاَ تَنْتَهِرُوهَا» (ع16). كل هذا يذكّرنا بقبولنا في المسيح ( أف 1: 6 )، وبمكان الشركة الذي دعانا إليه ( أف 2: 19 - 22)، وبوعده بتسديد كل احتياجاتنا ( في 4: 19 ).

ومن المُلفت أنها لم تجلس عاطلة في البيت، تبكي فقرها وتنتظر المعونة، بل، إذ عرفت أنها فقيرة، بذلت الجهد في أن تذهب وتلتقط، مع أنه ليس بالعمل السهل أو المحترم. ولما ابتدأ بُوعَز يلحظها، غمرها شعور بإحسانه، وبعدم استحقاقها هذا الإحسان «سَقَطَتْ عَلَى وَجْهِهَا وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْضِ وَقَالَتْ لَهُ: كَيْفَ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ!».

جرانت ستايدل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net