الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 16 مارس 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الخيط المثلوث
«وَكَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْثَا وَأُخْتَهَا وَلِعَازَرَ» ( يوحنا 11: 5 )
واضح أن محبة الرب لمرثا ومريم ولعازر، كانت واحدة على السواء «وَكَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْثَا وَأُخْتَهَا وَلِعَازَرَ». ونلاحظ أن الكتاب، في المرات الثلاث التي ذكرهما فيها، وضعهما جنبًا إلى جنب (لو10؛ يو11، 12). وفي كل من المناسبات الثلاث نرى مرثا على قدميها تخدم، والمؤمن فيه هذه الرغبة للخدمة، وبطبيعته الجديدة يعلم أن تعبه ليس باطلاً في الرب.

وفي كل من هذه المناسبات الثلاث نجد مريم عند قدميه «جَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ» ( لو 10: 39 )، «مَرْيَمُ لَمَّا أَتَتْ ... خَرَّتْ عِنْدَ رِجْلَيْهِ» ( يو 11: 32 )، «أَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ ... وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ» ( يو 12: 3 ). في المناسبة الأولى كانت تسمع، وفي الثانية كانت تبكي، وفي الثالثة كانت تسجد. صور يختبرها المؤمن في حياته، وأطوار تُساهم معًا في نموه الروحي. أما لعازر فيُعلّمنا كثيرًا بسكوته وصمته؛ في رواية لوقا يختفي لعازر ولا يظهر. وفي المناسبة الثانية في يوحنا 11 كان لعازر ميتًا. وفي المشهد الأخير (يو12) كان صامتًا لا يتكلَّم. فهو غائب، ميت، صامت. لكن ماذا نقرأ؟ «لأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ الْيَهُودِ كَانُوا بِسَبَبِهِ يَذْهَبُونَ وَيُؤْمِنُونَ بِيَسُوعَ» ( يو 12: 11 ). وهذه عبارة لم ترد عن مرثا ولا عن مريم! والمؤمن الوديع الذي لا يتكلَّم عن نفسه كثيرًا يجذب بحياته أكثر مما يجذب الآخرون بأفصح لسان.

والآن لنبدأ من جديد؛ كان يسوع يُحبُّ الثلاثة جدًا، والصورة تكتمل جاذبيتها بهذه الأجزاء الثلاثة. ونحن كمؤمنين يمكن أن تكون لنا جاذبية حلوة إن جمعت صورتنا هذه الألوان الثلاثة. واثنان منها لا يكفيان: حياة تُغني عن الكلام، مع خدمة، ومع عبادة. لنربط هذه الثلاثة معًا كما يجمعها الكتاب المقدس في إطار واحد. ولنجمع في حياتنا بين صور مرثا ومريم ولعازر، لأن «الْخَيْطُ الْمَثْلُوثُ لاَ يَنْقَطِعُ سَرِيعًا» ( جا 4: 12 ).

و. ج. هوكنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net