الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 17 مارس 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ليَ اشتهاءٌ
«لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا» ( فيلبي 1: 23 )
كان بقاء الرسول بولس حيًا هامًا لفائدة مؤمني فيلبي، ولكن أن يرحل ويكون مع المسيح، فذاك كان أفضل جدًا بالنسبة له. لكن الرسول قرر أن المسيح سوف يُبقيه ليس فقط من أجل «تَقَدُّمِ الإِنْجِيلِ» (ع12)، بل أيضًا «لأَجْلِ تَقَدُّمِكُمْ وَفَرَحِكُمْ فِي الإِيمَانِ» (ع25). لقد كان مستعدًا أن يؤجل ذهابه إلى السماء، من أجل مساعدة المؤمنين على النمو ( في 1: 23 ، 24). كما كان على استعداد لأن يذهب إلى الجحيم، من أجل ربح الهالكين للمسيح! ( رو 9: 3 ).

بالطبع لم يكن الموت مُخيفًا للرسول بولس، بل كان يعني ببساطة “الانطلاق” أو “الرحيل” وهذه الكلمة كانت تُستخدم بمعنى أن الجندي قد فك خيمته وواصل سيره إلى الأمام، وتلك هي صورة الموت في المسيحية! فالخيمة التي نعيش فيها تُفك بالموت، ومن ثم تعود الروح إلى موطنها في السماء مع المسيح ( 2كو 5: 1 -8). كما يَستخدم البحارة نفس كلمة “الرحيل” بمعنى فك الحبال التي تربط السفينة، والبدء في الإبحار.

بل هناك أيضًا استخدام سياسي لهذه الكلمة بمعنى إطلاق سراح السجين. فإن كان شعب الله مقيدًا بسبب محدودية الجسم وتجارب الجسد، إلا أن الموت سوف يحررهم، أو أنهم سوف يتحررون عند مجيء المسيح ثانية ( رو 8: 18 -23)، إن حدث ذلك أولاً.

وأخيرًا كلمة “الرحيل” تُستخدم بمعنى رفع النير عن الثيران عند نهاية يوم عمل في الحقل. وقد كان الرسول بولس حاملاً لنير المسيح الهيّن ( مت 11: 28 -30)، بالإضافة إلى أعباء كثيرة تحمَّلها في خدمته ( 2كو 11: 22 في 1: 21 ). فالرحيل - أي الانطلاق بالنسبة له ليكون مع المسيح - كان يعني نفض الأحمال عن كاهله، لأنه قد أنجز مهمته على الأرض. وأيًّا كانت نظرتك لمعنى الرحيل، فلا شيء يسلب فرح الإنسان صاحب الفكر الموحّد، الذي يقول: «لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ» (في1: 21).

وارين ويرسبي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net