الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 2 مارس 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عين بسيطة أو عين شريرة
«مَتَى كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا» ( لوقا 11: 34 )
يُحذرنا الكتاب المقدس من ذوي اللسانين ( 1تي 3: 8 )، ومن ذوي الرأيين ( يع 1: 8 )، ومن ذوي قلب فقلب ( مز 12: 2 ). أما الرب يسوع فيعمل مقابلة بين العين البسيطة والعين الشريرة، مُعطيًا نتيجة كل منهما: نور، أو ظلام. كما نقرأ في خروج 21:10-23 أن الشعب في جاسان كان لهم نور في مساكنهم، بينما كان هناك ظلام دامس في كل أرض مصر.

ومعنى العين البسيطة هو أنها تستقر على هدف واحد، فإن البساطة توجد فيما يُرى، وليس في القدرة على الإبصار. فالعين بسيطة طالما المسيح يملأ كل الرؤية، أما العين التي لا تصوَّب إلى الرب فهي عين شريرة، ولا بد أن تتخاذل وتقصر في واجباتها وتتعثر في الظلام.

قال الرسول بولس: «أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا» ( في 3: 13 )، فكان المسيح هدفًا لبصره، ولذلك قد أضاء له وصار جسده كله نيرًا لا ظلام فيه البتة. هذه حقيقة بالغة الأهمية وحيوية في حياة المؤمن العملية. ما أبسطها ولكن ما أشد الحاجة إليها، للأحداث كما للبالغين. فمثلاً إن كانت عيني بسيطة، وكان عليَّ أن أُفاضل بين أمرين أو أكثر، فلا أبدًا بالسؤال: أيهما ضار؟ ولكني أسأل هكذا: أيهما أكثر تمجيدًا لاسم ربنا يسوع المسيح؟ فضلاً عن ذلك، أيهما يتفق مع مشيئة الله، كما هي مُعْلَنة في كلمته؟

مهما كنت مجهولاً أو تافهًا، أو كانت مهنتي حقيرة لا يُعتد بها، إلا أنه في هذه جميعها ينبغي أن أكون خاضعًا للرب، طالبًا مجده. ومتى كان الرب هو الوحيد الذي أبغي رضاه فإن عيني تكون بسيطة، وتستطيع أن ترى كل شيء بوضوح، وتزول مني كل الشكوك. ولكن حين تتحول العين بعيدًا عن الرب فلا بد أن يغشاها الظلام، وهكذا يغدو الجسد كله مظلمًا.

ف. ب. ماير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net