الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 3 مارس 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
العودة إلى الديار
«لِلْوَقْتِ صَارَتِ السَّفِينَةُ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي كَانُوا ذَاهِبِينَ إِلَيْهَا» ( يوحنا 6: 21 )
شكرًا لذلك الشخص الفريد القريب منا باستمرار، والذي بوسعنا أن نرى طلعة وجهه المُشرقة من خلال الليل الحالك والريح العاتية والأمواج المُزبدة. فطالما تفرّسنا طويلاً في رفيق رحلتنا العظيم، فإنه يمكننا السير على المياه في ظله، ونحن نستمتع لصوته الحاني الرقيق «أَنَا هُوَ، لاَ تَخَافُوا!» ( يو 6: 20 ). ذلك الشخص الذي نراه، ليس فقط يُكلّمنا بلطف شديد، ولكنه أيضًا ينتهر بشدة الرياح والبحر حتى يصير هدوء عظيم في مشهد الاضطراب ( مت 14: 27 -32)، ذاك الذي يملأ قلوبنا المهزوزة الضعيفة بسلام الله، بل وإله السلام نفسه رفيقنا على طول الطريق.

ويا له من رُبان ماهر يقود سفينة حياتنا! يا له من مُخلِّص! يا له من قائد! يا له من سيد يبحر معنا في رحلة الحياة إلى الأمام صوب الشاطئ الآخر، حيث وطننا وديارنا! ويا له من وطن! ويا لها من ديار! حيث الآب ينتظرنا هناك، وحيث الابن المبارك ذاته سوف يأخذنا إلى السماء هناك. عندما تنهزم الظلال كلها، وتعبر آخر سحابة تُكَدِّر حياتنا إلى غير رجعة، وآخر شك، وآخر فكر من عدم الثقة والإيمان، وآخر فتور روحي، وآخر سقوط، وآخر خطوات متعثرة، وآخر ظلم خفي من العالم ... هذه كلها مع كل المشاعر المُتباينة، ستُطوى ويلفها النسيان في ديار المجد.

ثم وأبهى الكل أننا سنراه في شاطئ المجد العظيم، بلا ظلام أو قتام، سنراه في جماله العجيب، في كل أمجاده المتنوعة، سنرى وجهه الكريم الذي كان مُفسدًا على الأرض يومًا لأجلنا ... سنراه في مجده العجيب وسنتأمله في سجود، ونسبِّح في حضرة الودود، بألحان النصر وأفراح الخلود، فهناك ستتم كل الوعود! نعم، سنراه كما هو، ونكون مثله. يا لها من ديار تنتظرنا عن قريب!

ج. بلور
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net