الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 20 مارس 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خطورة الثقة بالذات
«وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!» ( متى 26: 35 )
ما أعمق الانحطاط المُريع المُعرَّض أن يتدهور إليه أي إنسان حتى وإن كان قدِّيسًا من قدِّيسي الله، أو رسولاً من رُسُل المسيح، ما دام غير محفوظ بالقوة الإلهية.

وفي متى 26: 33، 35 يضع بطرس أمامنا أصل المسألة كلها؛ وهذا الأصل كان: الثقة بالذات. نحن لا نشك مُطلقًا في إخلاص بطرس، ونثق تمام الثقة أنه كان يعني كل ما قاله، ولكنه كان يجهل نفسه. ونحن نلاحظ دائمًا أن الجهل والثقة بالذات دائمًا يمشيان جنبًا إلى جنب، أما معرفة الذات فتبدد الثقة بها. وبقدر ما تكون الذات معروفة، بقدر ما يكون عدم الثقة بها عظيمًا. لو كان بطرس فقط عرف ذاته، وعرف أمياله، ومبلغ قوَّته الذاتية، لَمَا نطق أبدًا بتلك الكلمات التي سطرها لنا الوحي «إِنْ شَكَّ فِيكَ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ أَبَدًا ... وَلَوِ اضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لاَ أُنْكِرُكَ!».

إن هذا الأمر خطير للغاية، ومملوء بالإنذار والتعليم لنا. كلنا نجهل قلوبنا جهلاً هذا مقداره حتى إننا نستبعد على أنفسنا السقوط في بعض الخطايا الجسيمة، ولكن الحقيقة أنه إذا لم تحفظنا نعمة الله في كل لحظة، فإننا معرضون للسقوط في أي شيء، إذ فينا الاستعداد الكافي لكل شر مهما اختلف مقداره أو نوعه. وعندما نسمع أي شخص يقول: “حقًا إني مخلوق مسكين وضعيف وكثير العثرات، ولكن غير ممكن أني أسقط في شر كهذا”. فلنتأكد أن هذا الشخص لا يعرف حقيقة قلبه للآن. بل إنه أيضًا في خطر كبير أن يسقط في خطية محزنة. فالأحسن لنا أن نسير متواضعين أمام الله، غير واثقين بذواتنا، بل متكلين عليه، فهو سر كل انتصار أدبي في كل الأجيال والعصور. ولو كان بطرس علم هذا لكان نجَّى نفسه من سقطته المريعة هذه، ولكنه كان واثقًا بذاته، والنتيجة هي أنه لم يسهر ولم يُصَلِّ. لو كان فقط شعر بعجزه الكامل لكان سعى للحصول على قوة إلهية، ولكان طرح نفسه بالتمام على الله لكي يجد نعمة وعونًا في حينه.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net