الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 19 مارس 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يوشيا وطلب الرب
«يُوشِيَّا ... إِذْ كَانَ بَعْدُ فَتىً، ابْتَدَأَ يَطْلُبُ إِلَهَ دَاوُدَ أَبِيهِ» ( 2أخبار 34: 1 -3)
أولاً: يُوشِيَّا وطَلَبِ الرَّبِّ: ما أجمل أن نطلب الرب «اُطْلُبُوا الرَّبَّ مَا دَامَ يُوجَدُ. ادْعُوهُ وَهُوَ قَرِيبٌ» ( إش 55: 6 ). والذي يطلب الرب لا يطلب شيئًا غيره، لذلك يقول إشعياء النبي أيضًا: «لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ، وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ» ( إش 55: 7 ). وعندما نطلب الرب المُخلِّص، يُوجَد لنا مُخلِّصًا، ولما نطلبه غافرًا آثامنا، يغفرها لنا «وَتَطْلُبُونَنِي فَتَجِدُونَنِي إِذْ تَطْلُبُونَنِي بِكُلِّ قَلْبِكُمْ. فَأُوجَدُ لَكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ» ( إر 29: 13 ، 14).

لقد طَلَبَ يُوشِيَّا الرَّبّ إِذْ كَانَ بَعْدُ فَتىً: مثل عُوبَدْيَا الذي قال لإِيلِيَّا: «أَنَا عَبْدُكَ أَخْشَى الرَّبَّ مُنْذُ صَبَايَ». كما أن يُوشِيَّا طلب الرب وهو ملك. لقد كان يمكن للعرش والغنى أن يُبعداه عن الرب، وكان يُمكن للمشغوليات أن تحول بينه وبين الرب، لكنه داس على كل شيء، وطلب الرب. ولقد طَلَبَ الرَّبّ في أشرّ الأوقات، وأحلك الظروف: فأبوه آمُونُ كان شريرًا جدًا، وجده مَنَسَّى عمل كل أنواع الشرور والرذائل (2أخ33). ولقد طَلَب الرَّبّ بطريقة عملية: حيث «عَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَسَارَ فِي طُرُقِ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَلَمْ يَحِدْ يَمِينًا وَلاَ شِمَالاً» ( 2أخ 34: 2 ).

ثانيًا: يُوشِيَّا وتطهير أرض الرَّبِّ: بعد أن طهَّر نفسه، طهَّر أرض الرب من كل الأصنام. وكانت عملية التطهير شاملة «الْمُرْتَفَعَاتِ وَالسَّوَارِي وَالتَّمَاثِيلِ وَالْمَسْبُوكَاتِ». لقد هدَم مَذَابِحَ الْبَعْلِيمِ، وَكَسَّرَ السَّوَارِيَ وَالتَّمَاثِيلَ وَالْمَسْبُوكَاتِ. لا يكفي أن تخلص من خطية، وتترك الأخرى. لا بد أن يكون التطهير شاملاً العادات والأخلاق والكلام والمعاملات، فلم يكتفِ بهدم المذابح، بل كَسَّرَ السَّوَارِيَ وَالتَّمَاثِيلَ وَالْمَسْبُوكَاتِ وَدَقَّهَا وَرَشَّهَا، حتى لا يبقى لها أثر ( 2أخ 34: 1 -7).

إننا نقرأ عن مَنَسَّى جده أنه تاب، لكنه كان يُصعِد على المرتفعات ( 2أخ 33: 17 )، أما يُوشِيَّا فحتى عظام الكهنة أخرجها وأحرقها؛ كراهية مُطلَّقة للخطية.

فهد حبيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net