«وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ ... صَلاَحٌ» ... الصلاح هو إظهار المحبة العملية مع الجميع، إنه نشاط إيجابي لخير الآخرين. اعتبره بعضهم بأنه يعني الكرم أو السخاء. ويمكن أن نُشبِّه الشخص الذي يُظِهر الصلاح بينبوع الماء الذي يظل يتدفق ليلاً ونهارًا بدون توقف، سواء كان هناك من يستحق الماء الذي يقدمه أم لا. والصلاح هو أيضًا أن تفعل الخير من قلب صالح، لكي تُسـرّ الله، بغض النظر عن تقدير الآخرين لك، ودون أن تنتظر أوسمة منهم أو نياشين.
ومن رومية 5: 7 نفهم أن هناك فارقًا بين البار والصالح؛ البار هو من يعمل الصواب، والصالح هو الذي يعمل الخير. والسامري الصالح الذي أظهر الصلاح فعلاً، هو بكل يقين يعطينا صورة للمسيح. فما أكثر صلاحه قولاً وفعلاً! لقد «جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا» ( أع 10: 38 ). وليتنا لا ننسـى ما قاله المسيح في نهاية مثل السامري الصالح: «اذْهَبْ أَنْتَ أَيْضاً وَاصْنَعْ هَكَذَا».
«وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: ... إِيمَانٌ» ... الكلمة هنا يمكن أن تترجم أيضًا أمانة. ولقد قيل عن المسيح إنه «رَئِيس الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ» ( عب 12: 2 )، فكانت لغته دائمًا: «اِحْفَظْنِي يَا اللهُ لأَنِّي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ» ( مز 16: 1 )؛ ثم إنه هو أيضًا “الشَّاهِدُ الأَمِينُ الصَّادِقُ” ( رؤ 3: 14 ).
والرب يُقدِّر الإيمان ويُقدِّر الأمانة جدًا. ويقول بعض علماء اللغة اليونانية إن الكلمة تعني أيضًا تَحَمُّل المسؤولية، وأن يكون الشخص موضع ثقة ويعتمد عليه. ومع أن عدم تحمل المسيحي للمسؤولية في كنيسة الله أو في بيته أو عمله، قد لا يُعتبر خطية، لكن شخصًا كهذا بالتأكيد لن تظهر فيه صفات المسيح، ولن يكون شاهدًا أمينا له.