الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 29 مارس 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عصا هارون
«فِي الغَدِ ... إِذَا عَصَا هَارُونَ ... قَدْ أَفْرَخَتْ» ( عدد 17: 8 )
اثنتا عشـرة عصا كانت موضوعة أمام الرب، وكلها كانت ميتة على السواء، ولا توجد أية علامة للحياة فيها، ولكن عندما أتى الصباح، حدثت معجزة عجيبة؛ عصا واحدة، وهي التي نُقش عليها اسم هارون، أصبحت ممتلئة بالحياة، وقد أخرجت فروخًا وأزهرت زهرًا وأنضجت لوزًا، للدلالة على أن هارون هو الشخص الذي اختاره الله وقتئذ للخدمة الكهنوتية. لم ترَ عين ما، التغيير الذي حدث، ولكن في الصباح، كانت توجد شهادة نابضة بالحياة الفائضة. وهذا يُذكّرنا بذلك الصباح الذي أتت فيه النساء إلى القبر أول الفجر، ووجدن الذي يبحثن عنه مُقامًا وليس ميتًا؛ فإن يسوع المُقام من الأموات هو التعبير الحقيقي للعصا التي أفرخت. ويا لروعة انطباق الرمز على الحقيقة، فإن معجزة إفراخ العصا حدثت في “اليوم الثالث”، الأمر الذي يُمكن استنتاجه من تكرار كلمة “الغد” في عدد 16: 5، 41؛ 17: 8.

ومن ثم فإن هذه العصا التي دبت فيها الحياة بعد جفافها أو بالحري بعد موتها، كانت رمزًا إلى أن المسيح لم يكن ليبقى في القبر ميتًا، بل أن يحيا ويقوم من الأموات، ودليلاً أيضًا على أنه هو الشخص الذي اختاره الله للكهنوت الحقيقي، ليقود شعبه الضعيف والخائر أثناء مسيرة البرية. وقد أشار الوحي إلى هذه الحقيقة فقال للمؤمنين، عن المسيح، إنه قام بقُوَّةِ حَيَاةٍ لاَ تَزُول، صائرًا رئيس كهنة ( عب 7: 16 ).

والعصا المُفرخة والمُزهرة أُظهرت بعد ذلك للناس لمشاهدتها ( عد 17: 9 )، فالمعجزة تقررت بشهود كثيرين، وكذلك نحن نقرأ في سفر الأعمال عن ربنا المُقام أنه «أَرَاهُمْ أَيْضًا نَفْسَهُ حَيًّا بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ، بَعْدَ مَا تَأَلَّمَ، وَهُوَ يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا» ( أع 1: 3 )، لأن «هَذَا أَقَامَهُ اللهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَأَعْطَى أَنْ يَصِيرَ ظَاهِرًا ... لِشُهُودٍ سَبَقَ اللهُ فَانْتَخَبَهُمْ» ( أع 10: 40 ، 41 قارن من فضلك 1كو15: 4-8).

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net