الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 9 مارس 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المُرسَلون منه
«كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا» ( يوحنا 20: 21 )
إن كل الذين يقومون بخدمة الكلمة، يحتاجون إلى أن يكونوا في اتكال كامل على الرب. ولا توجد قوة حقيقية للكلام إن لم تُستمد من الرب رأسًا أثناء الكلام. ومن ألزم اللوازم أن يكونوا على صلة وثيقة جدًا بقلب الله، حتى إذا فاضت من قلبه القوة إلى قلوبهم، وصلت أيضًا إلى قلوب الذين يُكلّمونهم. إن تسليم نفوسنا تسليمًا كاملاً - بلا تحفظ - لمشيئة الله، يفتح أمامنا أبواب الخدمة، إذا كانت مشيئة الرب أن يُكلفنا أو يُشرفنا بأية خدمة.

نحن هنا في العالم لكي يظهر فينا المسيح، وتُستعلَن فينا صفاته. فإن فشلنا في ذلك، فلا نفع لنا عنده، ولا فائدة للعالم من بقائنا. ومؤهلات خدمة المسيح هي التعرف العميق بشخصه المبارك. وبمقدار ما نُكرم الله بإخفاء الذات، هكذا - بنفس المقدار - نتبارك في خدمتنا. والروح القدس على استعداد دائمًا لأن يعمل، ما دمنا نريد مجد المسيح «ذَاكَ يُمَجِّدُنِي» ( يو 16: 14 ).

والخطر كل الخطر في أن نُقدم الحق بالانفصال عن المسيح، لأنه ما هو مصير الزهور المقطوفة سوى الذبول؟ هكذا الحق الذي نقدمه للآخرين منفصلاً عن المسيح لا بد أن يذبل. والمفروض أننا لن نعرف النتائج النهائية لخدماتنا إلا عندما نظهر أمام كرسي المسيح. وربما حينذاك نجد أن الخدمة التي كانت في تقديرنا هنا أنها الأقل والأصغر، هي الأوفر ثمرًا والأغنى دسمًا.

إن شعر أحدنا أنه قادر في ذاته على القيام بهذه الخدمة أو تلك، فليعلم مثل هذا أنه ليس الإناء الذي يمكن لله أن يستخدمه. إن الرب دائمًا يدرّب النفوس، لكن البعض أحيانًا يُريدون تقصير المسافة، ويُريدون أن ينتزعوا من أفواه الذين يُكلّمونهم اعترافهم - أي اعتراف - بقبولهم المسيح، دون أن تكون نفوسهم قد وصلت فعلاً إلى هذه النقطة بعمل الروح القدس.

ج. أزوالد ساندرز
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net