الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 14 إبريل 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
فتح السِّفر
«وَرَأَيْتُ عَلَى يَمِينِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ سِفْرًا مَكْتُوبًا ... مَخْتُومًا» ( رؤيا 5: 1 )
من المعروف أن سفر الرؤيا هو سفر القضاء، وقد كُملت خطايا الإنسان. فقد ملأ الناس كأس تعدياتهم حتى فاض، وكَمُل السجل، لكنه لا يزال مختومًا، لم يُفتَح. فمن هو مستحق أن يفتح السفر، ويفك ختومه؟ فقد حان وقت القضاء، ولكن مَنْ ذا الذي سيقوم به؟

وفي هذا الموقف في الرؤيا بكى يوحنا كثيرًا. فلم يكن ليُسـرُّه أن تتوقف دينونة الشر لأنه ليس هناك مَنْ هو مستحق أن يقوم بها. بل أثار مشاعره أن يتخيل أن يفشل الأمر بهذه الطريقة. ونحن نعرف أنه «لأَنَّ الْقَضَاءَ عَلَى الْعَمَلِ الرَّدِيءِ لاَ يُجْرَى سَرِيعًا، فَلِذَلِكَ قَدِ امْتَلَأَ قَلْبُ بَنِي الْبَشَـرِ فِيهِمْ لِفَعْلِ الشَّـرِّ» ( جا 8: 11 ). بل إنها كارثة ألا يُجرى القضاء إطلاقًا، ولذلك بكى يوحنا عندما فكَّر في هذا، إلا أن الشيوخ كان لهم سرّ السماء، وتقدم واحد منهم ليُعطي يوحنا مفتاح كل شيء ( رؤ 5: 5 ): فبإنسان سيدين الله العالم بالبر، وهذا الإنسان «قَدْ غَلَبَ» وصار مستحقًا أن «يَفْتَحَ السِّفْرَ وَيَفُكَّ خُتُومَهُ السَّبْعَةَ». إنه «الأَسَدُ الَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا» الذي غلَبَ، ولذلك فهو مستحق أن يفتح سفر القضاء. ولكن كيف غلب؟ بموته كخروف ذُبح ( رؤ 5: 6 ).

ذُكر الرب يسوع 28 مرة في سفر الرؤيا كالخروف. وجدير بالملاحظة، أنه هنا وفي باقي السفر، تُستخدم صيغة التصغير للكلمة؛ أي «حَمَل»، مؤكدة بذلك الحقيقة أن ذاك الذي يبدو الآن يمارس سلطانه الكلي، كان في وقت ما حَمَل الذبيحة الذي احتُقِرَ وأُهين من الناس. . والآن «لَهُ سَبْعَةُ قُرُونٍ» ترمز لكمال القوة، و«سَبْعُ أَعْيُنٍ» ترمز لكمال الفحص الإلهي، و«سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ الْمُرْسَلَةُ إِلَى كُلِّ الأَرْضِ» وترمز لكمال عمل الروح القدس ( رؤ 5: 6 )، ولذلك لن يَخفى ركن من الأرض عن نظرته الفاحصة وفطنته، ولن يفلت شيء من يده المقتدرة.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net