«لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟»: كان شاول سائرًا في طريقه، يظن أنه، بعدائه لأتباع المسيح، يُقدِّم خدمة لله. فإذا به يُفاجئ بالرب يسوع المسيح، المُمجَّد في السماء يقول له: إن كل خططك وأعمالك خاطئه. إنك لتستوجب عليها أشد الجزاء من حيث تتوقع الثناء. إنك تعادي - دون أن تدري - ملك الملوك ورب الأرباب، لكنني سأسامحك، وسأغفر لك كل صفحات ماضيك الأسود. ويا له من موقف غيَّر كل أفكار ذلك الشاب في لحظةٍ! لقد اكتشف أنه كان في صف الشيطان، بل وآلةٌ في يده أيضًا، بينما هو يظن أنه يؤدي خدمة لله! لما سمع شاول هذه الكلمات، وهو ساقطٌ على الأرض، من بهاء النور الذي رآه، أجاب وقال: «مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟ فَقَالَ الرَّبُّ: أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ».
إن حديثنا يدور حول لقاءٍ شخصيٍّ مع الرب! الإنسان والربُّ وجهًا لوجه. هل لاحظت الأسلوب الشخصي في رد الرب يسوع على شاول «أَنَا ... وأَنْتَ» ... «أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ» ... أنا المحبةُ، وأنت الكراهية ... أنا النورُ، وأنت الظلمة ... أنا التسامحُ، وأنت الحقد. هذا كله وأكثر تلخصه كلمات المسيح المحددة «أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ».
ولقد انتصرت محبة الرب وكان لا بد أن تنتصر، فتغيَّر شاول بعد هذه المقابلة تغييرًا كليًا. لقد انتهى شاول القديم، وأصبح في المسيح إنسانًا جديدًا، وذلك لأن لقاءً شخصيًا له مع الرب قد حدث، فيه استمع صوت الرب متكلمًا إليه.
آه ما أحوج الملايين اليوم إلى مثل هذا اللقاء؟! أصلي أنه، إذا لم يكن قد سبق لك مثل هذا اللقاء مع المسيح العجيب، أن تختلي به الآن، فتنعمُ بذلك اللقاء المُغيِّر؛ لقاء الإنسان والرب وجهًا لوجه.