الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 25 إبريل 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كم أحبَبت شريعتك!
«وُجِدَ كَلاَمُكَ فَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلْفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي» ( إرميا 15: 16 )
لو أن الله قَصَدَ من الكتاب المقدس أن يكون مجـرد دليل للطريق إلى السماء، إذًا لكان كتاب أصغر حجمًا منه كافيًا لهذا الغرض. لكن بين أيدينا كتابًا ما أنفعه لنا! فالنفس التي نالت الحياة بالكلمة، تصبح هذه الكلمة لها غذاء الحياة الجديدة. هذه الحياة التي ليس لها من طعـام أو شراب سوى المسيح كما هو مُعلن في الكتاب المقدس ( مز 1: 2 ، 3).

ويشبِّه الرسول بطرس الشهية إلى الكلمة، والتي يجب أن تميز المؤمن فيقول: «كَأَطْفَالٍ مَوْلُودِينَ الآنَ، اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ (لبن الكلمة) الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ» ( 1بط 2: 2 ). إن الطفل المولود حديثًا لو قُدِمت له كل ثروات الأرض، فإنها لا تغنيه بديلاً عن لبن أمه. هكذا يجب أن تكون أشواقنا لكلمة الله لكي نتغذى بها. لكن الكلمة ذاتها ليست فقط لبنًا يُناسب الأطفال روحيًا، بل إنها أيضًا خبز وطعام يُناسـب البالغين ( مت 4: 4 أي 23: 12 -14). إن سِر الضعف لمؤمنين كثيرين هو عدم التغذي المستمر بكلمة الله. فكم ساعة يقضيها المؤمنون في تنـاول الطعام العادي، وكم ساعة يصرفونها في تناول كلمة الله. إن الإجابة الصادقة على هذا السؤال تكشف سر ضعف الحياة الروحية لمؤمنين كثيرين. أين نحن من أيوب الذي قال «أَكْثَرَ مِنْ فَرِيضَتِي (قوتي اليومي) ذَخَرْتُ كَلاَمَ فَمِهِ» ( 1يو 2: 14 )، وهكذا أيضًا كتَب يوحنا الرسول للأحداث لأنهم أقوياء وكلمة الله ثابتة فيهم (1يو2: 14).

وكلمـة الله لا تسد الحاجة فحسب، بل إنها تمتع وتلذذ. فهي ليست غذاءً عاديًا فقط، بل غذاءً حلوًا؛ فنقرأ أنها «أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَقَطْرِ الشِّهَادِ» ( مز 19: 10 ) نعم فهي تمنح للنفس نشاطًا ( 1صم 14: 29 أم 16: 24 )، وللفم حلاوة (أم16: 24؛ رؤ10: 10) أكثر ممـا يستطيع العسل أن يفعله.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net