الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 30 مايو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الشركة والخدمة
«وَأَمَّا مَرْثَا فَكَانَتْ مُرْتَبِكَةً فِي خِدْمَةٍ كَثِيرَةٍ» ( لوقا 10: 40 )
لم تكن غلطة مَرثَا أنها خدمت. فحالة الخدمة “حسنًا” لا بد وأن تصبح حالة كل مسيحي. إن عبارة “أنا أخدم” لا بد وأن تكون شعار كل الأمراء في عائلة السماء الملكية. أيضًا لم تكن غلطة مَرثَا أنها كانت لها «خِدْمَةٍ كَثِيرَةٍ». فمهما كان مقدار خدمتنا، فهو لا يمكن أن يكون “أكثر مما يجب”. فليتنا نعمل كل ما بوسعنا أن نعمله في حقل الرب. ليتنا نشغل الرأس والقلب والأيدي في خدمة السَيِّد. كما لم يكن ثمة خطأ من جانبها أنها كانت مشغولة بإعداد وليمة للسَيِّد. فلقد كانت سعيدة حقًا إذ وجدت الفرصة لتكرم هذا الضيف المبارك، كما كانت سعيدة أيضًا بأن تلقي بنفسها قلبيًا في خضم هذه المشغولية. ولكن غلطتها أنها أصبحت «مُرْتَبِكَةً فِي خِدْمَةٍ كَثِيرَةٍ» لدرجة أنها نسيت “السَيِّد” وتذكَّرت فقط “الخدمة”.

لقد سمحت مَرثَا للخدمة بأن تطغي على الشركة. وهكذا أدت واجبًا على حساب الآخر. إننا يجب أن نكون كلا من “مَرثَا” و“مريم” في آن واحد. جميل أن نقوم للرب بخدمة كثيرة، ولكن يجب أيضًا أن تكون لنا معه “شركة كثيرة” في ذات الوقت، ولكي يتحقق ذلك نحتاج إلى “نعمة كثيرة”. إذ أنه من الأسهل أن نخدم من أن تكون لنا شركة. فيشوع لم يتخل أبدًا عن محاربة عماليق، ولكن موسى - مُصليًا على قمة الجبل- كان بحاجة إلى اثنين يُعيناه على رفع يديه. وكلما كانت التجربة أعمق روحيًا، كلما كان شعورنا بالتعب منها سريعًا، والفواكه الممتازة هي الأصعب في إنمائها. وبالمثل فإن أعظم النعم السماوية هي الأصعب في ممارستها.

أيها الأحباء: بينما نعتني بالأمور الخارجية الحسنة، يتعين علينا أيضًا أن نعتني بأن نتمتع بالحياة مع الرب يسوع المسيح وبالعلاقة الشخصية معه. فاهتم بألا تهمل جلوسك عند قدمي المخلص حتى ولو كان ذلك من أجل ذلك الشيء الثمين؛ أي خدمة شخصه الكريم.

سبرجن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net