الآيات الواردة في يوحنا 10: 27-29 من أكثر الآيات حسمًا بشأن الضمان الأبدي للمؤمن: «خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي»: هذه عبارة توضيحية، تُخبرنا عمَن هم رعية المسيح وخرافه. إنهم الذين يسمعون كلمته، ويستجيبون لصوته في الإنجيل، فينالون الخلاص. وهو يعرفهم؛ يعرف إنهم خاصته، ويُميّزهم عن غير المؤمنين، وعن المعترفين كذبًا. وهي تتبعه: هذا ليس شرطًا، فهو لا يقول إنهم خرافه إذا كانوا يتبعونه، أو طالما إنهم يتبعونه، بل بالحرِّي، إن هذا هو ما يُميّز المؤمن الحقيقي: إنه يتبع المسيح بشكل مُميَّز ( يو 10: 4 ، 5). «وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً»: هنا لدينا وعد غير مشـروط بدون قيود. الحياة الأبدية هبة. إن الهبة لو كانت مشـروطة فليست عطية على الإطلاق.
«لَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ»: لو هلك أحد خراف المسيح، لكان المسيح كأنه قد رجع في وعده، ولما صار بعد إلهًا، ولأصبح الكتاب المقدس غير ذي ثقة، ولبقينا في خطايانا. وطبعًا لا يمكن أن يحدث هذا، لأن تحقيق الوعد يعتمد على المسيح وحده، وليس على خرافه.
«لاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي»: إن الرب يسوع المسيح ابن الله الأزلي، يضمن أن خرافه ممسوكة في يده، وأنه لا يمكن لأحد أن يختطفها، أو يأخذها منه بالقوة.
«أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي»: لمزيد من التأكيد على ضمان المؤمن، يُقرر الرب يسوع أن المؤمنين الحقيقيين هم عطية الآب للابن. فإذا كان يمكن لأحد المؤمنين أن يفلت ذاته من يد المسيح، فيمكن لكل الخراف أن تفعل ذلك. فهي ليس فقط يمكنها، بل الأرجح أنها ستفعل ذلك. في هذه الحالة تختفي عطية الله لابنه. فأي نوع من الهبات تكون؟ بالتأكيد ستكون غير جديرة بالآب. لا، الآب أكبر من كل القوى الأخرى في الكون، ويا للضمان «وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي»!