الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 20 يونيو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مُتغربٌ في أُورشليم
«هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ؟» ( لوقا 24: 18 )
إنها عين الحقيقة أن الرب يسوع هو غريبٌ في أورشليم! لقد أتى إلى خاصته، وخاصته لم تقبله. لقد كان ربًا لذلك الهيكل بعينه الذي اتخذ منه اللصوص والصيارفة والتجار الجشعين مكانًا لهم، بينما لم يكن له هو مكان. لقد جاء الابن، يطلب ثمرًا من الكرامين الذين تسلموا الكرم، فواجهته الصرخة الجماعية المدوية: «هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ!» ( مت 21: 38 ).

بالحقيقة كان «مُتَغَرِّبًا فِي أُورُشَلِيمَ». لقد رُفض سَيِّدها الشرعي، واستُبعد وصلب. ذاك الذي لم يكن له موضع في المنزل، ولا أين يُسند رأسه، صُلب بدلاً من باراباس اللص. بدل محبته أبغضوه! وكم كان عتابه محزنًا جدًا عندما قال: «يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! ... كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ ... وَلَمْ تُرِيدُوا!» ( مت 23: 37 ). كانت بركتهم على قلبه، لكنهم لم يريدوها منه، فلم يَبقَ لهم سوى القضاء، بينما صار هو غريبًا أدبيًا في المدينة. إلا أن ذاك المتغرب في أورشليم كان يسعى لأن يكون ساكنًا في قلوب شعبه، فأعلن: «إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً» ( يو 14: 23 ). وهذا “المنزل” هو “مكان السكنى” أو قل «لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ» ( أف 3: 17 )، حيث لا يكون المسيح غريبًا هناك، كلا، ولا مجرد زائر، بل ساكنًا في القلب بذلك الإيمان الذي يجعل صحبته أكثر حقيقة ومنطقية من العيان واللمس. وهو – تبارك اسمه - إن كان مُتَغَرِّبًا في أورشليم، فهو يبحث عن مكان سكنى في القلب. إن كان مجهولًا هناك، فهو معروفٌ تمامًا ومحبوبٌ ومقدّرٌ هنا. إن كان عدم الإيمان القاسي يُفضّل لصًا عنه، فالإيمان يُرحب به؛ بذاك المجيد الذي مات ليفدي، ويحيا ليحفظ، والذي محبته تفوق الإدراك. فيا ليته لا يكون “مُتَغَرِّبًا”، ولا مجرد زائر، بل بالحري يكون ساكنًا دائمًا مُرَّحًبًا به في قلبك، إلى أن تصل إلى بيته، إلى منزله، وتكون مثله، هناك في العلاء.

جون ويلسون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net