الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 24 يونيو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يا أبتاه اغفر لهم
«يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» ( لوقا 23: 34 )
كما في الحياة، هكذا في الممات، قدّم سيّدنا الآخرين، في حياة اتّسمت بالتضحية وإخلاء الذات. اسمع معي كلمات النعمة التي خرجت في عمق آلام المسيح، من فم لم يعرف إلاّ الحب فأظهر الغفران والاهتمام، الرحمة والحنان، لأنّه يحبّ الإنسان. أرجوك اسمع بتقدير أول تلك العبارات: «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» ( لو 23: 34 ).

يسوع المسيح هو الشخص الوحيد الذي لم يفعل خطية، ولم يعرف خطية، ولم تكن فيه خطية، ورغم ذلك فقد وقف العالم كله ضدّه، بل وحُكم عليه بالموت. نراه هنا في غمرة آلامه يُصلّي للآب من أجل أعدائه، ليغفر لهم بعدما عذّبوه ظلمًا وعلّقوه على الصليب دونما ذنبٍ اقترفه.

لقد سامح ذاك البار صالبيه الذين اقترفوا أرهب جريمة في تاريخ البشرية كلها. كان مسمّرًا على الصليب لكن قلبه كان لا يزال جائلاً يطلب لهم الغفران، وفمه ناطق بصلاة لم يُعطلها الألم، ولم تُوقفها عداوة البشر.

قبل سويعات وقف جميع الشعب وقفة رجل واحد، وكانت أصواتهم تجلجل إذ «أَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ وَقَالوُا: دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا» ( مت 27: 25 )، ولو لم يُصَلِّ المسيح لأجلهم هذه الصلاة، لكي تُحسب خطيتهم خطية سهو، لكانوا قد دُمغوا بخطية العمد التي لا تغتفر حسب شريعتهم.

حقًا قيل عنه بروح النبوّة: «أَمَّا أَنَا فَصَلاَةً» ( مز 109: 4 )، ولقد تمّم تعاليمه السامية عمليًا، أوليس هو القائل: «صَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ» ( مت 5: 44 ).

بهذه الكلمات فتح المسيح لهم، لي ولك بابًا للغفران الأبدي، فبصليبه صار لكل مَن يؤمن به أن ينال باسمه غفران الخطايا ... إنها دعوة شخصية لك فهل تقبلها؟

مكرم مشرقي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net