الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 23 يونيو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
راحةُ الله
« اسْتَرَاحَ ... اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ ... لْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ» ( عبرانيين 4: 10 ، 11)
إننا نحن مؤمني عهد النعمة نجتاز برية العالم الناشفة واليابسة والتي بلا ماء، وصولاً إلى راحة المجد العتيد. ولنلاحظ أيها القارئ العزيز أن الراحة المرجوَّة هي “رَاحَةُ الله” نفسه، ليست فقط راحة أعدها لنا، بل هي راحته الشخصية؛ راحة نفسه وشبع محبته حين يتم القول: «الرَّبُّ إِلَهُكِ فِي وَسَطِكِ ... يَسْكُتُ (يستريح) فِي مَحَبَّتِهِ» ( صف 3: 17 ). وجميل أن نتطلع إلى هذه الراحة، والأجمل أن تكون هذه الراحة هي راحة الله نفسه.

إن الخلاص أمر مُحبب للنفس المُكبلة بالقيود، وذلك لأنه «خَلاَصَ اللهِ» ( أع 28: 28 ). والسلام لفظ حلو للمسامع لأنه «سَلاَمُ اللهِ» ( في 4: 7 )، والبر هو مطلب الساعي إليه، ولكن الله أظهره لنا «بِرَّ اللهِ» ( رو 3: 5 ، 21، 22). والمحبة كلمة لها رنين عذب، واحة خضراء في فيافي القفر المخوف لأنها «مَحَبَّةِ اللهِ» (يه21)، هكذا الراحة التي نصبو إليها، والتي يطيب لإلهنا الكريم أن نقاسمه إياها هي “رَاحَةُ الله”.

“رَاحَةُ الله” ... مبدئيًا يجب ألا يفوتنا أن هذه الراحة مستقبلة، يوم يرتاح الله من رؤية مشاهد الخراب والألم والحزن والإهانة لاسمه المجيد، وعربدة الشيطان وأتباعه، يوم تبرأ السماوات والأرض إذ يقول الجالس على العرش «هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا» ( رؤ 21: 5 ). تلك هي الرَّاحة التي يتطلع إليها الإيمان مؤسسًا على الوعد، الراحة التي أهاب كاتب رسالة العبرانيين بالإخوة القديسين أن “يجتهدوا أن يدخلوا تلك الرَّاحة” ( عب 4: 11 ). ونلاحظ أنه لا يقصد أن نبذل الجهد لنفسح مجالاً للدخول إلى تلك الراحة، بل أن نبذل قصاري جهدنا لكي نكون جادين في اعترافنا، جادين وثابتي العزم ونحن في الطريق إلى تلك الرَّاحة. ليت الأمر يكون كذلك معنا إذ ونحن نطلب وطنًا أفضل، لا نكلّ من مصاعب عيشة الإيمان والانفصال.

أديب يسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net