الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 27 يونيو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لونك مين؟!!
«إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» ( رومية 8: 1 )
في أيام الدراسة الابتدائية، كان من المقرَّر علينا، في “معمل العلوم”، تجربة بسيطة لإثبات ظاهرة من ظواهر انكسار الضوء. كانت - ببساطة - أن نضع ماءً (سائل لا لون له) في زجاجات ملوّنة نصف معتمة، ونلاحظ ما نراه: بأي الألوان نرى الماء. فإذا وضعنا الماء في زجاجة صفراء مثلاً نرى لونه أصفر، وعند وضعه في زجاجة زرقاء نرى لونه أزرق... وهكذا.

هذه التجربة أتذكّرها كلما قرأت التعبير الجميل الذي يكرِّره الكتاب المقدس عمن قَبِل عمل المسيح على الصليب من أجله، فأصبح الله يراه في شخص المسيح؛ «(إنسان أو أناس) في المسيح». لذلك يقول «إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ (والكلمة في الأصل معناها “اللوم أو الشكوى”) الآنَ (ولاحظ كلمة الآن)». الله وضعني في المسيح، وبناء على التجربة السابقة، أصبح يرى لوني لون المسيح؛ أي بلا عيب، بل بالعكس بكل جمال!!

وجودي في المسيح هو الضمان الوحيد إنَّ الله يقبلني ويرضى عني. فنظرًا لأنه يرى المؤمنين في المسيح، فهو يراهم «قديسين وبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّة» ( أفسس 1: 4 ). بالإيمان به أصبح هو ممثلنا أمام الله ورأس جنسنا الجديد. فإن وُجد في المسيح عيب يوجد فينا. لكن حاشا، لقد كان الوحيد الذي لم يستطع أحد أن يبكته على خطية ( يوحنا 8: 46 )، بل شُهد عنه أنه لم يفعل شيئًا ليس في محله ( لوقا 23: 41 ). وهكذا يرانا الله في المسيح. وكما سُرَّ به يُسر بنا أيضًا.

الآن وقد أدركت أني في المسيح، في دائرة الرضا الإلهي، أستطيع، بضمير مرتاح، ومن دون خوف ولا قلق، أن “اشتغل”، مع الله على عيوبي وأخطائي لإصلاحها والتغير للأفضل كل يوم. لن احتاج للهرب من عيوبي، ولا لأن أقارن نفسي بغيري، ولا أن أجلد ذاتي. فقط اعترف بعيوبي وضعفاتي لله أبي. واطلب منه أن يفتح عيني على ثغرات في حياتي تحتاج أن أسدها بالاتكال على نعمته.

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net