الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 4 يونيو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أُم شمشون
«هَا أَنْتِ عَاقِرٌ لَمْ تَلِدِي، وَلَكِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا» ( قضاة 13: 3 )
في تاريخ شمشون نرى الله عاملاً في أبويه. وجميل أن نلاحظ – بما يؤكد درس الضعف الذي لا يفشل في امتلاك قوة الله – أن المؤرخ الإلهي يُشير أول ما يُشير إلى امرأة، لا اسم لها. هي إنسية في مكان الخضوع؛ ليس لها من الأهمية قدر كبير – على الأقل في أعين العالم – بحيث يُذكَر اسمها.

ولكن سبة أخرى تلصق بها؛ سبة تشارك بها كثيرًا من النساء اللواتي أقامهن الله مجرى لبركة شعبه: إنها عاقر. شبيهة بسارة، ورفقة، وحَنَّة: لا شيء فيها من نشاط الطبيعة، أو قدرة الطبيعة. موحشة، عاجزة بلا معوان. ولعل إحساسها بهذه السبة قد خلق في نفسها من التدريب ما أعدّها لكي يُعلن الله لها مشيئته.

ها امرأة مسكينة بلا اسم؛ عجز بلا مُسمى؛ هل هناك ضعف نظيره؟ عجز ذو طابع خطير، شامل، غامض، بحيث لا تقدر أن تطلق عليه اسمًا. عجز بلا تسميه تصل إليه كلمة الله، وهذه الكلمة الحية تهب المرأة يقينًا بأنه عن طريقها ستُخلّق حياة، وتنشأ قوة. عن طريق تلك الأنسية التي لا اسم لها، والتي ضعفها وحده يلتمس الله. ومتى التمس الله عبثًا الضعف والعجز؟ وأين سمعنا أن الإحساس بالعجز المُطلق طرح نفسه عند قدمي الله، والله لم يستخدمه؟ إن قوتنا، إن فتوتنا، هي التي يعمل الله على كسرها. أما عجزنا، أما تفاهتنا، فهما اللذان يستخدمهما تعالى.

وشيء واحد كبير فيما يتصل بهذا الوليد، الذي مُنح منقذًا لإسرائيل: شيء واحد قصد الله توكيده: في كلمة واحدة، أن يكون نذيرًا لله. إن الله يقول إنه إذا كان لا بد من نصـرة حقيقية لشعبه، فإنما النصرة في خط الانتذار، في مسار الانفصال عن الأشياء ذاتها التي يعدها العالم ضرورة مطلقة.

صموئيل ريدوت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net