الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 7 يونيو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ما أجملَهُ!
«مَا أَجْوَدَهُ وَمَا أَجْمَلَهُ! » ( زكريا 9: 17 )
كلُ مكانٍ داسَه بقدميه أضحى معبدًا ... وكلُ كلمةٍ خرجت من فمه صارت مثلاً ... وكل عملٍ أتته يداه حُسب في عداد المعجزات. إنجيلُه كُتب بلغةٍ واحدة، واليوم يقرأه ملايينُ البشر في ألف لغةٍ ولغة. قَبلَهُ كان الصليبُ قطعةً من الخشب يـُرفعُ عليها كبارُ المجرمين، لكن بعد أن ضحّى المسيحُ بحياته، أضحى الصليبُ رمزاً للفخار والانتصار.

في شخصه اجتمعت شتى البدائعُ والفضائل. كان صريحًا في غير صرامة، لطيفًا في غير ضعف، قويًا في غير عنف، شديدًا في غير حدّة. امتازَ برصانة الشيوخ، لكنه لم يشاطرْهم كآبتهم. واتصف بإقدام الشباب، لكنه لم يُشاطرْهم تهوّرَهم. اجتمعت له قوةُ العاصفة ورِقّةُ النسيم، والتقت فيه شدةُ النـَسر ووداعةُ الحمامة. شاطرَ البشرَ أحزانهم وآلامَهم، ولكنه لم يُشاطرْهم خطاياهم وآثامَهم. دنا من البشر ليقرّبَ لهم المثلَ الأعلى، وسما عنهم ليدفعَهم الى المثل الأعلى.

نعم يسوع عجيب. عجيبٌ في ميلاده، فقد وُلد من عذراء. وعجيبٌ في شخصِه، فقد سما بطبيعته الإلهية فوق أعلى السماوات، ولامسَ بطبيعته الإنسانية هدبَ الأرض. عجيبٌ في رسالته، لأنه أنزل الأعزّاء عن الكراسي، ورفع المتضعين. عجيبٌ في تعاليمه، فقد كُشفت أسرارُها للأطفال، وأغلقت على جبابرة العقول. عجيبٌ في موته، فقد مات ميتةَ الأشرار، وهو القدوسُ البار. عجيبٌ في قيامته، فقد كسر شوكةَ القبر. وعجيبٌ في مُلكِهِ، لأن مملكتـَه ليست من هذا العالم.

ولد يسوع ليُخلِّصَنا من خطايانا، لأن الخطية حِمْلٌ ثقيل، وهو جاء ليُريحَنا. الخطية عبودية، وهو جاء ليحررَنا. الخطية فصلتنا عن الله، وهو جاء ليُقرّبنا. الخطيةُ ذنب، وهو جاء ليُبررَنا. الخطية نجاسة، وهو جاء ليُطهّرَنا. الخطية جعلتنا أعداء، وهو جاء ليُصالحَنا. الخطية لها عقوبة الموت، وهو جاء ليُحيينا. مَا أَجْوَدَهُ! وَمَا أَجْمَلَهُ!

فيرنر ماكين
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net