الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 6 يونيو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تحية السجود
«وَلَمَّا وُلِدَ ... إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا» ( مت 2: 1 )
كان هذا أعجب ميلاد حدث في هذا العالم، ولذا لم يكن غريبًا أن صاحبته أحداث مُلفتة عديدة، إذ نزلت الملائكة لتُعلنه، ولترنم ترنيمة الفرح. وجاء مجوس حكماء من بعيد، ليُقدِّموا له تحية السجود. نعم فقد كان هذا هو ابن الله المُتجسد، الذي نام أول نومة له في المذود، في بيت لحم!

كان هذا سرًا عظيمًا لا نستطيع أن نفهمه، ولكننا نعلَم أنه نفس الشخص الذي كان من الأزل مع الله، وكان هو الله، وقد صار جسدًا، وهو الذي صنع كل الأشياء، والذي فيه نبع كل الحياة والبركة. فأن يُولَد طفلٌ ليس شيئًا غريبًا. ومع كل نبضة قلب يُولَد طفلٌ في هذا العالم. وأن يُولَد طفلٌ في مذود، لم يكن حادثًا ملفتًا في تلك البلاد آنذاك. ولكن إذا تذكَّرنا مَن هو هذا الذي اتخذ جسدًا، ووُلِدَ في تلك الليلة، لوجدنا أنفسنا في حضرة أعظم معجزة هائلة، على مَرِّ العصور.

يحق لنا بالتأكيد أن نأتي مع الرعاة ومع المجوس، لنُقدِّم السجود عند مهد ذات هذا الملك الطفل المجيد. لقد أتى المجوس من مئات الأميال ليجدوا المسيح. وكانت الرحلة وعرة ومحفوفة بالمخاطر، فضلاً عن أنها مُكلّفة. ويجب علينا ألا نحسب أي جهد أو تضحية أكبر من أن نجد المسيح، بل يجب علينا أن نكون مستعدين لنقطع آلاف الأميال – إن لزم الأمر – لنجده. إنه الربح الذي لا يُعادله أي ربح آخر، ولسوف نكافأ المكافأة الحسنة لسعينا، رغم أن هذا قد يُكلّفنا بتضحية وخسارة كل الأشياء، ومع ذلك نضع حتى حياتنا لنربحه.

ونلاحظ أيضًا أنه ليس دائمًا الأقربون للمسيح هم الذين يرون مجده أولاً. لقد وُلِدَ قريبًا من أورشليم، ولكن لم يأتِ أحد من أورشليم ليسجد له. فهل سيكون الأمر هكذا معنا؟ هل سنفتقد بركة رؤيته، وهو المُخلِّص القريب جدًا مِنا؟

جيمس ر. ميللر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net