الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 1 يوليو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إني رجلٌ خاطئٌ!
«اخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَارَبُّ، لأَنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ!» ( لوقا 5: 8 )
وجد بطرس نفسه في نور المحضـر الإلهي الذي فيه فقط يمكن رؤية النفس على حقيقتها، والحُكم عليها. قد سمع بطرس أقوال الرب يسوع إلى الجمع، وقد شعر بالجمال الأدبي والنعمة الحلوة التي أظهرها الرب يسوع من نحوه عندما طلب السفينة منه، وها هو قد شاهد ظهور القوة الإلهية في أعجوبة صيد السمك المدهشة. كل هذا قد أثر تأثيرًا قويًا في قلب بطرس وضميره، وجعله يخرّ على وجهه أمام الرب. هذا هو العمل الذي هو بحق عمل نعمة الله في القلب. فنرى بطرس في مكان الحُكم الحقيقي على الذات؛ المكان الذي يجب على الجميع أن يبدأوا منه إذا كانت عندهم الرغبة في أن يكونوا نافعين في عمل الرب، أو إذا كانوا يودون أن يظهروا ثباتًا وصبرًا في طريق الحياة المسيحية.

إننا لا يمكن أن ننتظر أي نجاح وقوة حقيقية ما لم يكن هناك عمل في الضمير بواسطة الروح القدس. فالأشخاص الذين ينتقلون بسـرعة إلى ما يسمونه سلامًا، هم معرضون للخروج منه بنفس السـرعة. فمن المهم جدًا أن نأتي بأنفسنا في نور حضـرة الله، ونفتح عيوننا لنرى حقيقة تاريخنا الماضي، وحالتنا الحاضرة، ومصيرنا في المستقبل.

هذا ما حدث مع بطرس، ومع كل الذين وصلتهم المعرفة عن المسيح المُخلِّص. تأمل مثلاً في كلمات إشعياء عندما رأى نفسه في نور الحضـرة الإلهية: «وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ، لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ، وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ الشَّفَتَيْنِ» ( إش 6: 5 ). وأيضًا ما قاله أيوب: «بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ، وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي. لِذَلِكَ أَرْفُضُ وَأَنْدَمُ فِي التُّرَابِ وَالرَّمَادِ» ( أي 42: 5 ، 6). هذه الكلمات الجلية تدل دلالة واضحة على عمل حقيقي في نفس كلٍ من إشعياء وأيوب. والحال كان بعينه مع الرسول بطرس عندما صرخ من أعماق قلبه: «اخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَارَبُّ، لأَنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ!».

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net