الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 30 يونيو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الراحة عند الظهيرة
«أَخْبِرْنِي ... أَيْنَ تَرْعَى، أَيْنَ تُرْبِضُ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ» ( نشيد 1: 7 )
«أَيْنَ تُرْبِضُ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ» ... تعبير له وقع بديع على الأذن. ففي الظهيرة تلهب نيران أشعة الشمس المُحرقة الأرض فتجعلها مُلتهبة جرداء، لا مهرب من لظاها الذي لا يرحم. لكننا نرى هنا شخصًا خبيرًا يستطيع أن يجد الراحة لقطيعه حتى في وقت الظهيرة. إنه المُخاطب بالقول: «يَا مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي»!

عزيزي المؤمن المُتعب، القَلِق، دعني أطبِّق هذا التشبيه عليك، فتدرك بعضًا من جوانبه. هل أحوالك تُشبه الظهيرة؟ هل أصابتك أشعة الضيقات والتجارب المُحرقة والأمراض القاسية وضياع الآمال وانكسار الروح، للدرجة التي شعرت معها أنك لا تستطيع أن تتحمل أكثر؟ إن ما تحتاج إليه هو الرَّاحَة. وواحد فقط هو “الذي تُحبُّه نفسك” يستطيع أن يوفرها لك. هذا الشخص يُحبك جدًا، وهو الذي سمح أن تجتاز في هذه الضيقات وفي أمراض الجسد، حتى عندما تكتوي بلهيب هذه التجارب تتحول إليه فورًا فتجد لديه “الرَّاحَة عِنْدَ الظَّهِيرَة”. وحتى في وسط تجاربك، هناك بقعة تستطيع أن تجد فيها الظل والسلام. ويا لها من راحة أن تُسلِّم نفسك بالكامل إلى يديه، عالمًا أن المحبة الإلهية الصادقة التي رسمت طريقك، قد حددت حسب علمه المُطلق حجم آلامك. وهو بسبب محبته لك، مهتم أن يعمل لمجده أولاً، ثم ما هو لخيرك العميم. وبمعرفة محبته هذه لك سيستريح قلبك فتجد “الرَّاحَة عِنْدَ الظَّهِيرَة”.

وها هو الرب يدعو قائلاً: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» ( مت 11: 28 ). إنها دعوة مباركة على شفتي المبشر بالإنجيل، وليس هناك خاطئ واحد يأتي إليه ولا يجد الراحة، لكن هذه الراحة ليست للخاطئ فقط، بل إن الدعوة هي لك أنت أيضًا، أيها المُتعب بأثقالك، دعوة لتجد “الرَّاحَة عِنْدَ الظَّهِيرَة”.

أ. ج. بولوك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net