الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 11 يوليو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صلاة الإيمان
«كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ» ( متى 21: 22 )
الصلاة بالنسبة للحياة الروحية أهم وألزم بما لا يُقاس من عملية التنفس للحياة الجسدية. ونحن نعلم من كلمة الله أن الصلاة ليست مجرد سرد كلمات شكر وطلبات نختمها بكلمة “آمِينَ”. ولا هي مجرد تواجد المُصلي شكليًا في مخدعه أو اجتماع الصلاة، وله صورة خارجية خاصة مثل بسط الأيدي أو إحناء الركب أو تكرار الكلام لملء فترة زمنية، أو لتسكيت الضمير. ولكن الكتاب يُكلّمنا عن “صلاة الإيمان”. فما معنى عبارة «كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ»؟ لم يقصد الرب يسوع بهذه العبارة أن يُصلي التلاميذ متوقعين أن شيئًا عجيبًا وعظيمًا لا بد أن يحدث في الحال. أو أن يُصلي التلاميذ فيحصلوا على يقين مُبهم بأن ما يُريدونه - مهما كان غير متفق مع طبيعة الله - يصير لهم. كلا. إن ما تعنيه عبارة «مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ»، هو أن نُصلي وعندنا اليقين بصدق كلمة الله وثبات مواعيده. إنها تعني الثقة المُضيئة في قدرة الله على الإجابة المريحة للقلب، والمُشبعة للنفس، مهما كانت صورة هذه الإجابة. إنها تعني اليقين الشديد بأن الله يستجيب استجابة تتفق مع إرادته التي فيها مجده، وفيها خير نفوسنا أيضًا.

ويرتبط بهذا المعنى أيضًا أن نُقدِّم طلباتنا إلى الله مُخلصين راغبين من القلب أن يتفضل في نعمته الغنية بالإجابة عليها. إن طلبات كثيرة تُقدَّم بصورة ميكانيكية، ولا تحمل معها الرغبة الصادقة في تحقيقها. فلنسأل أنفسنا: “هل نريد حقًا ما نطلبه؟” غالبًا ما تكون الأشياء التي تخصنا شخصيًا هي التي نرغب في تحقيقها، لكن صلاة الإيمان في الأمور التي تخص غيرنا، وبصفة خاصة التي فيها مجد الله، يجب أن تقترن برغبة صادقة، وبشوق قلبي في أن يستمع الله لها. وفي هذا تظهر محبتنا لله ولبعضنا البعض «وَمَهْمَا سَأَلْنَا نَنَالُ مِنْهُ، لأَنَّنَا نَحْفَظُ وَصَايَاهُ، وَنَعْمَلُ الأَعْمَالَ الْمَرْضِيَّةَ أَمَامَهُ» ( 1يو 3: 22 ).

وليم نتر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net