الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 20 يوليو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ليلة الحراسة المباركة
«وَكَانَ ... رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ» ( لوقا 2: 8 )
يجب أن نلاحظ أنه بينما كان أولئك الرعاة في عملهم المشترك المتضع، جرت لهم رؤيا عجيبة. إن أفضل مكان تأتي إليه الملائكة دائمًا هو موقع الواجب، بغض النظر عما كانت حالته من الاتضاع. فالملائكة لم يُظهروا أنفسهم لشخص يخجل من دعوته، أو لشخص متكاسل عن الأمانة لعمله الصحيح. وقد يبدو أن كون المرء فقيرًا ليس بالطريقة المُثلى للحياة المُبهجة. وهذا العمل بالذات؛ رعاية الغنم، يتطلب من المرء أن يبقى ساهرًا طول الليل في الحقل ليحرس الغنم. ولا شك أن الناس الذين يعيشون في بيوت كبيرة فخمة يعتقدون أن حياة الرعاة الفقراء صعبة، بل وربما يحتقرونهم بسبب مهنتهم المتضعة وفقرهم.

وفي أيامنا العصرية هذه فإن الكثيرين مضطرون لأن يُمارسوا أعمالاً شاقة، ويحسدون الأغنياء الذين يحتقرونهم. ولكن بالتأكيد أن هؤلاء الرعاة – بعد هذه الليلة – لم يأسفوا قط على كونهم رعاة فقراء، وعلى أنهم تواجدوا، في هذا الموقع، في ذلك الوقت. ولو افترضنا جدلاً أنهم قد رأوا في أنفسهم أنهم جديرون بأن يتحولوا إلى عمل أفضل، وأن يتخلوا عن هذا العمل من أجل الحصول على عمل أكثر رقيًا أو احترامًا، لكانوا قد افتقدوا هذه الزيارة الملائكية، في تلك الليلة، ولكانوا قد فقدوا شرف أن يكونوا أول من يسمعون الإعلان عن ولادة المُخلِّص.

ونحن لا نستطيع أن نعرف قط ما نفقده من عدم الحضور في مكان الواجب المنوط بنا. فالروئ السماوية لا تأتي إلى أولئك الذين يحتقرون النصيب الذي يختاره الرب لهم في الحياة. لقد أكرم الملائكة الفقر والأمانة والإخلاص حينما جاءوا إلى الرعاة، بدلاً من المجيء إلى قصور النبلاء والأثرياء، ليُعلنوا لهم الأخبار المجيدة. وأفضل مكان نوجد فيه هو دائمًا مكان الواجب.

جيمس ر. ميللر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net