الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 26 يوليو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
على الجَتِّيَّة
«أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا ،مَا أَمْجَدَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ !» ( مزمور 8: 1 )
«الْجَتِّيَّةِ» اسم آلة موسيقية غير معروفة في يومنا هذا، والأرجح أن موطنها الأصلي مدينة “جَتّ”، وهي اسم بلدة فلسطينية، كانت موطنًا لجليات الجِتّي، جبار الفلسطينيين الذي انتصر داود عليه. وكلمة “جَتّ” معناها: “معصرة”. ونحن نعرف أن داود هرب يومًا، في ظروف قاسية وضاغطة، إلى أخيش ملك جَتّ، ويبدو أنه تعرَّف هناك على هذه الآلة الموسيقية. ثم بعد ذلك، بعد عودته لمكانه الحقيقي، أدخل هذه الآلة ضمن الآلات التي يُعزف بها في الهيكل لتمجيد الله. وكل ذلك يشير إلى الظروف المؤلمة المتنوعة، والضغوط التي يجتاز فيها المؤمن، وكأنه يُعصر عصرًا تحت ثقل هموم ومتاعب البرية، والتي تؤول أخيرًا إلى تمجيد الله. فالرب يُخرج من هذه الظروف الصعبة أروع الألحان، فهو «مُؤْتِي الأَغَانِيِّ فِي اللَّيْلِ» ( أي 35: 10 ). فكم من المرات سمح الرب لشعبه بالذل، «وَلَكِنْ بِحَسْبِمَا أَذَلُّوهُمْ هَكَذَا نَمُوا وَامْتَدُّوا» ( خر 1: 12 ). فإن التأديب يُعطي أخيرًا للذين يتدربون به ثمر بر للسلام ( عب 12: 11 ). وعندما سنقف أمام كرسي المسيح، سندرك الحكمة السرمدية التي لازمتنا طول الطريق، التي منعت والتي منحت، التي ضغطت والتي لاطفت. عندئذ سنفهم بصورة أفضل كيف أن كل أعماله معنا اتسمت بالحكمة ( مز 104: 24 ).

ونستطيع أن نرى في عنوان المزمور الثامن - «عَلَى الْجَتِّيَّةِ» - صورة لآلام سَيِّدنا المعبود، كي يُخرج لنا أفراح الخلاص الآن، بل ولكي يملأ كل الأرض في المُلك الألفي بالخمر الجيدة ( يو 2: 10 ). فقد عرفنا أن كلمة “جَتّ” تعني “معصرة”، وهي تُذكّرنا بما اجتازت فيه نفس مخلصنا المعبود من أهوال مُرعبة في مشهد الصليب، تلك الأهوال التي من خلالها صار لنا أجمل الترنيمات.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net