الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 27 يوليو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جدير بالاهتمام
«لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ» (أفسس٥: ٤)
“الكلام مش بفلوس” قول عامي شهير يُقصَد به أن أي واحد يمكن أن يتكلم كما يشاء، سواء قصد الكلام أو لم يقصده، أو كانت عنده نية تنفيذه أو لا. وللأسف، هذا هو واقع مجتمعاتنا الشرقية؛ فإذ لا يقترن الكلام بالأفعال والمسؤولية، أصبح فارغ المعنى، ملتوِ الغرض، مليء بما لا يجب.

على أنَّ الرب يرى الكلام مهمًا جدًا، حتى أنه صرَّح يومًا أنه «بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ». بل يقول في نفس السياق «وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَابًا يَوْمَ الدِّينِ» (متى١٢: ٣٦-٣٧). و“بطَّالة” عكس “فعّالة”. أي أن الكلمة التي سيعطون عنها حسابًا هي الكلمة غير العاملة، كلمة بدون سبب، فارغة، لا لزوم لها؛ فما بالك بالكلمة الشريرة والمؤذية! في ضوء ذلك هل ندرك قيمة نصيحة الحكيم «كَثْرَةُ الْكَلاَمِ لاَ تَخْلُو مِنْ مَعْصِيَةٍ، أَمَّا الضَّابِطُ شَفَتَيْهِ فَعَاقِلٌ» (أمثال١٠: ١٩).

ولأن الله ينتظر من المؤمنين أرقى المستويات؛ فهو يطالبنا باهتمامٍ خاص بالكلام. فمن الناحية السلبية علينا ألا يخرج من أفواهنا «الْقَبَاحَةُ، وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ، وَالْهَزْلُ الَّتِي لاَ تَلِيقُ (النكات البذيئة والسخافات والتفاهات والكلام الموجع)» مؤكِّدًا على أن «لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ». ومن الناحية الإيجابية، يحرضنا «بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ» (أفسس٤: ٢٩؛ ٥: ٤). فهل نقيس كلامنا بهذا المقياس: كلام هادف، مفيد، مختصر؟!

أخيرًا يذكرنا الكتاب أن التقي «يَحْلِفُ لِلضَّرَرِ وَلاَ يُغَيِّرُ» (مزمور١٥: ٤). والحلف في العهد القديم كان بدل عقود الاتفاق، فالآية تعني أن التقي لو قال كلمة يلتزم بها مهما كانت مكلفة له.

لننتبه إذًا لكلامنا!

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net