الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 28 يوليو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رآهم مُعذَّبين ... أتاهم
«وَرَآهُمْ مُعَذَّبِينَ فِي الْجَذْفِ ... أَتَاهُمْ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ» ( مرقس 6: 48 )
لقد قيل: عظيمة هي محبة الرب تجاهنا، حتى إنه لو استلزم الأمر فإنه سيأتي ثانية، من السماء، ليُقاسي آلام وموت الجلجثة المُرعب، لأجلنا. ولكن شكرًا للرب أنه لا يلزم ذلك قطعًا «لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ» ( عب 10: 14 ). ولكن الأمر يستلزم حياته ليخدمنا بشفاعته. وهذا هو عين ما يفعله وما سيفعله إلى النهاية.

وينبغي أن ندرك بأكثر فاعلية هذه المحبة الحية، وخدمة ربنا الحية تلك لأجلنا، لأنها حتمية لخلاصنا اليومي. إنها خدمة مستمرة دائمة فعالة؛ فهو حيّ ليشفع لأجلنا.

إن الرب بَعْدَمَا وَدَّعَ تلاميذه «مَضَى إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ». هذا وبينما قلبه وصوته يصرخان من أجلهم فيما تلاطمهم العاصفة، فإن نظره لم يتحوّل عنهم. وتخبرنا الآية مرقس 6: 48 أنه «رَآهُمْ مُعَذَّبِينَ فِي الْجَذْفِ، لأَنَّ الرِّيحَ كَانَتْ ضِدَّهُمْ». وكما كان، هكذا هو الآن؛ هو يُراقب خاصته. هو يُصلي لأجلهم. وهو يراهم. قد يكون ثمة أحد طريح فراش الألم، بلا رجاء في راحة فيما هو هنا، وآخر تطحنه تجربة ظروف تهدده بحرمانه من كل استنارة، وتُبدل أغانيه إلى تأوهات متصلة. وثالث يزحف وحيدًا، ويتعثر في طريق مظلم بارد موحش، والموت يقترب منه لينشب فيه أظافره. الرب يرى أولئك، فضلاً عن جميع القديسين الذين يعانون ويُقاسون، بل هو يعيش ليشفع لأجلهم، وليقترب إليهم في ضيقاتهم، ليجعلهم أعظم من منتصرين فيما هم يجتازونها.

«رَآهُمْ مُعَذَّبِينَ فِي الْجَذْفِ ... أَتَاهُمْ» ... فاحتياجهم ومحبته جمعتهم هناك. كان يجب أن يستنفدوا كل مجهوداتهم بغية الوصول إلى مرفأ آمن، قبل أن يصل إليهم يسوع. وعندما فرغت كل قوتهم، وفشلت مهارتهم كبحارة متمرسين، جاء إليهم يسوع. عندما ألقوا مجاديفهم جانبًا، وكفوا عن الصراع، جاء إليهم يسوع، ليدخل سفينتهم، وليجتاز معهم ظروفهم؛ يسكب عليهم سلامه، ويُقاسمهم إياه، وليقودهم إلى هدوء عظيم.

ج. ت. ماوسون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net