الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 31 يوليو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
النعمة
«انْمُوا فِي النِّعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» ( 2بطرس 3: 18 )
ظن الكثيرون، أن النعمة تتساهل مع الشر، وإذ أن الخلاص بالنعمة فلا حاجة للدموع المقدسة. ولكن كلمة الله تُعلن: إما التوبة وإما الهلاك. والنعمة المُخلِّصة هي بذاتها المعلِّمة إيَّانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية. يقينًا هناك خطايا وشهوات دفينة وعبوديات ربما تأخذ عشرات السنين للحرية، وذلك لضعف الإرادة والإدمان الطويل، ولكن تظل النعمة المخلِّصة هي النعمة المعلِّمة.

* النعمة هي نشاط المحبة في مشهد الخطية: الأمر الواضح في نظرة النعمة لبطرس يوم إنكاره. فالنعمة هي محبة الله ظاهرة في مشهد خراب الإنسان، ومنتصرة على الشر الكائن فيه، ليست بمحاربة الشر والقضاء عليه، بل بالارتفاع فوقه والتعمق تحته والإحاطة به من كل الجوانب.

* النعمة ليست هي التساهل مع الشر وإلا لفقدت طبيعتها كالنعمة: فهي المحبة المُنتصرة على الشر، وليست المُتساهلة معه. فإله كل نعمة الذي ذهب خصيصًا لمفلوج بيت حسدا ليشفيه، إذ أحس بتهاونه بالنعمة الشافية، فهو لم يهتم حتى أن يَعْلَم مَنْ شفاه ( يو 5: 13 )! فإذا به - تبارك اسمه - يُحذره في المقابلة الثانية: «هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ، فلاَ تُخْطِئْ أَيْضًا، لِئَلا يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ» ( يو 5: 14 )، فالنعمة لا تتساهل مع الشر.

* إنها غلبة الشر بالخير وليس بالقضاء: انظر المرأة الزانية أمامه، وكيف غلب - تبارك اسمه - شرها بخيره. كيف أخرجها من ورطتها الرهيبة! ولكنه لم يترك شرها بلا علاج، بل غلبه بالخير «أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟ ... ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا»، مُعطيًا إياها قوة لعدم الخطية ( يو 8: 11 ).

* والنعمة تُعطى لنا على طول طريق الإيمان: نعمة فوق نعمة، وليس نعمة بعد نعمة. فالنعمة لا تنتظر حتى ينفذ ما لدينا من نعمة لتعطينا قسطًا آخر، ولكنها تعطينا قسطًا (كومًا من النعمة) يتلو الآخر، حتى تصبح حياتنا أكوامًا من النعمة.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net