إن للرب خاصة في العالم، جاء بهم إلى نفسه عن طريق الفداء، لأنهم جميعًا كانوا بالطبيعة أمواتًا بالذنوب والخطايا، ولكن بالثمن الكريم الذي دفعه على الصليب، قد اشترى لنفسه شعبًا خاصًا مُتميّزًا بامتلاك الحياة الأبدية والطبيعة الإلهية الجديدة. وإذا كنا نحن المؤمنين خاصة الرب، فما معنى هذا؟ إن ذلك يعني أننا لسنا لأنفسنا؛ لسنا ملكًا لذواتنا. إننا ملك للرب، وهو صاحب الحق في امتلاكنا. وليس بعد لأحد غيره حق فينا. هذا هو مضمون الرسالة التي يوجهها الرسول بولس للكورنثيين، وفيها يقول لهم العبارة المُقتبسة في صدر المقال ( 1كو 6: 19 ، 20). ويا لغلاوة هذا المضمون! ونحن الذين نؤمن أن الرب اشترانا بدمه الكريم وجعلنا خاصة له، ماذا نعمل إلا أن نُقرّ ونعترف بملكيته لنا، وأن نسلك مُمجِّدين الله في أجسادنا وأرواحنا التي ليست بعد لنا، بل له وحده؟
ينبغي أن تكون هذه هي الحقيقة الماثلة أمام عيوننا وقلوبنا دوامًا. في الصباح الباكر، ينبغي أن يقول كل منا: “أنا لست لذاتي. أنا مِلكٌ للرب. ومهما يحمل هذا اليوم من شر أو خير، فأنا مِلكٌ له. أوقاتي في يديه، كذا حياتي وكياني. إنني – بلا خوف البتة - استقبل نهاري لأن أمري معه. إن زمجر الشيطان أو هاجمتني أجناد الشر، وإن أبغضني العالم، فرغم ذلك أنا خاصة الرب”. وفي المساء ليكن آخر فكر يجول في خاطر المؤمن هو أنه من خاصة الرب، وفي حمايته. أخطار الليل غير المنظورة لا تمسه لأنه خاصة الرب التي يرعاها ويحرسها ويحفظها بنفسه.
إن فرح الرب أن يرى شعبه، أو بالحري خاصته، يعيشون له ويُمجدونه. وفي هذا فرحنا نحن أيضًا؛ الفرح الذي لا ينتهي، الفرح الذي هو قوتنا. فيا ليتنا نعيش ونخدم كخاصة الرب المفترزة له التي تُحبه لأنه أحبها أولاً، وتخدمه لأنه خدمها أولاً، وتحيا له لأنه مات لأجلها، وهو حي لأجلها أيضًا.