الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 6 يوليو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سرّ القوة
«أَقَامَ اثْنَيْ عَشَرَ لِيَكُونُوا مَعَهُ، وَلْيُرْسِلَهُمْ لِيَكْرِزُوا» ( مرقس 3: 14 ، 15)
ننظر عادة إلى الرسل كأواني قوة، وأن الرب قد اختارهم وزودهم بما يُمكّنهم من إتمام عمل نعمته على الأرض. وهذا حق لأنه عيَّنهم ليكرزوا ويشفوا أمراضًا، ويُخرجوا شياطين، وبهذا يُظهرون قوة الفادي المُبارك، تلك القوة اللانهائية. لقد حصلوا على هذه القوة من الرب، وبالاتكال عليه.

ومع كون كل هذا حق، كثيرًا ما نغفل نحن الامتياز الأول العظيم، والذي منه كل امتياز آخر، ألا وهو المُتضمَّن في العبارة «لِيَكُونُوا مَعَهُ». ولنلاحظ أن هذه العبارة تسبق القول «وَلْيُرْسِلَهُمْ لِيَكْرِزُوا». والمقصود هنا أن الشـركة تسبق الخدمة، وأن الشركة مع الرب هي الشـيء الوحيد الذي يجعل المؤمن لائقًا للشهادة والخدمة.

وهذا أمر مُبهج أن السَيِّد المُبارك، لكي يجعل خدمته مُسـرّة، يدعونا أولاً إلى حضـرته، ويجعلنا أحباءه. هذه هي المسيحية وجو المحبة ( يو 15: 15 ). ومن هنا نرى أن فكرة كوننا عبيدًا قد استُبعدت كلية، وأصبحت الخدمة حرية كاملة. إنها خدمة محبة، ولهذا فهي خدمة طاهرة مُقدَّسة مُفرحة. فأول ما اهتم به السَيِّد هو «لِيَكُونُوا مَعَهُ». وخادم المسيح يجب أن يتمتع دائمًا بحضـرته المُباركة. إن القرب يُوجِد الألفة، والمعاشرة تُوجِد المشابهة، وهذا لا يمكن الاستغناء عنه إن أردنا أن تكون لنا شهادة حية مؤثرة.

وفوق هذا فإن القوة والسلطان لا يمكن أن يوجدا بعيدًا عنه. إن الرب إذا عهد إلى شخص بخدمة ما، فلا بد وأن يهبه القوة اللازمة، ولكن على هذا الأساس الوحيد، وهو أن القوة تُستمد منه وحده، وبواسطة اتكالنا الكلي عليه. إن جمال القوة أنها من الله وليست مِنا. إننا لسنا مستودع قوة، ولكننا فقط مجرد مجرى لها، وهذا أيضًا لا يكون إلا بشركتنا الحية المستمرة بالرب. إن القرب من المسيح هو سر القوة.

جورج أندريه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net