الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 10 أغسطس 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إنكار النفس
«مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي» ( مرقس 8: 34 )
في الآيات الختامية من الأصحاح الثامن من إنجيل مرقس ( مر 8: 34 –38)، بدأ الرب يُعلِّم تلاميذه - مع الجمع - النتائج التي ستترتب على رفضه وموته. كانوا يتخيَّلون أنهم يتبعون مسيا سيجد القبول والتمجيد على الأرض، والحقيقة كانت أنه على وشك أن يموت ويقوم ويتمجَّد في السماء. وكان هذا يتضمن تغييرًا عظيمًا في توقعاتهم. فقد كان معناه إنكار النفس وحَمل الصليب، وفقد الحياة في هذا العالم، وقبول العار لأنهم قبلوا المسيح وكلماته، في وسط جيل شرير.

ومعنى “إنكار النفس” يفوق بكثير أن يحرم الشخص نفسه من شيءٍ ما. فالرب لا يتكلَّم عن هذا، بل عن إنكار النفس، أي أن نقول “لا” لنفوسنا. كما أن “حَمل الصليب” لا يعني مجرد تحمل التجارب والمشقات. فالرجل الذي كان يحمل صليبه، في تلك الأيام، كان يسير بقدميه إلى الإعدام. ومعناه أن يقبل الموت على يد العالم. أن تقول “لا” لنفسك معناه أن تقبل الموت داخليًا، وأن تحمل صليبك معناه أن تقبل الموت خارجيًا على يد العالم. هذا هو معنى التلمذة الحقيقية، لأننا نتبع المسيح الذي مات، مرفوضًا من العالم.

ويوضَّح البشير مرقس هذا الفكر في الآيات 35-37. فالتلميذ الحقيقي للمسيح لا يطمح أن “يربح العالم كله”، بل هو مُستعد أن يخسر العالم، بل حياته فيها أيضًا، من أجل الرب وإنجيله. والخادم الكامل، الذي يُصوّره مرقس، بذل حياته لكي يكون هناك إنجيل يُكرَز به. والذين يتبعونه، كخدام له، يجب أن يكونوا مستعدين لبذل حياتهم من أجل الكرازة بالإنجيل. ومَن يستحي به وبكلامه الآن، «فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَسْتَحِي بِهِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِ أَبِيهِ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ» (الآية 38).

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net