الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 15 أغسطس 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مجد الرب
«وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ» ( 2كورنثوس 3: 18 )
في القديم كان الله يسكن في وسط شعبه، في القدس، ولكن الحجاب كان هناك، ولم يكن ثمة طريق للاقتراب إلى الله. أما الآن فقد شُقَّ الحجاب، والسماوات – وليس قدس على الأرض - صارت مفتوحة. والآن أصبح الطريق إلى الأقداس واضحًا جليًا، مُعبَّدًا سهلاً. والرسالة إلى العبرانيين تتضمن العديد من الإشارات إلى هذه الحقيقة. إن مقامنا كساجدين في محضر الله مكفول لنا في «الْمَسْكَنِ الْحَقِيقِيِّ الَّذِي نَصَبَهُ الرَّبُّ لاَ إِنْسَانٌ» ( عب 8: 2 ). وليس فقط أن السماوات مفتوحة لنا كساجدين، وبمقدور الإيمان أن يقول: «يَسُوعَ، نَرَاهُ مُكَلَّلاً بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ» ( عب 2: 9 )، ولكن 2 كورنثوس3 تستحضر أمامنا فكرًا آخر مختلفًا. ففي سياق كلامه يعقد الرسول بولس مباينة بين مجد الناموس الظاهر على وجه موسى، مع مجد الله الذي يُرى الآن في وجه يسوع المسيح، ويختم بالقول: «وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ ... نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ» (ع18). ويا له من امتياز رائع! أن نشخص إليه بالإيمان، ونحدق فيه في مجده! وهكذا نتغيَّر لنُشابهه؛ نتغيَّر إلى ذات الصورة عينها . هذا هو الطريق الحق لنصير مسيحيين سماويين عمليين. فمجرد المعرفة والإلمام بتعليم كوننا الآن سماويين مقامًا، لن ينشئ فينا هذا التغيير، ولكن الذي يُغيِّرنا هو مشغولية القلب بهذا الشخص السماوي. هذا ما يرفع النفس ويخلعها عن كل ما هو أرضي. وفي هذا فإن المسيحية أسمى بالكلية من الناموس، فهي تضع أمامنا، لا وصايا ناموسية، بل شخصًا مُباركًا؛ تضعه نصب أعيننا لنتعلَّمه.

و. و. فراداي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net