الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 16 أغسطس 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الثمر الكثير
«حَبَّةُ الْحِنْطَةِ ... إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ» ( يوحنا 12: 14 )
لقد شاركنا المسيح في طبيعتنا البشرية بالتجسد، ولكننا نحن ما كان يُمكننا أن نشاركه نوع حياته عن طريق التجسد، بل أمكن ذلك فقط عن طريق موته وقيامته. لقد كان التجسد هامًا، لأن بدونه كان يستحيل للمسيح أن يموت. لكن التجسد ليس هدفًا في ذاته. في الرسالة إلى العبرانيين يقول إنه «أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ» ( عب 9: 26 )، ولكن النغمة في إنجيل يوحنا أسمى، ولا علاقة مباشرة لها بالخطية، بل إنه تجسد لكي بالموت يأتي بثمر كثير. فكطابع إنجيل يوحنا، يَظْهَر الموت هنا ليس بسبب شر الإنسان، ولا نتيجة لهذا الشر، بل إتمامًا لمقاصد الله الصالحة.

لم يكن قصد الله أن يأتي بمجرد أناس أبرار إلى المجد، مع أنه ليس بار ولا واحد. لكن الآب كان يريد أبناء لهم صنف حياة المسيح، فكيف نحصل على صنف هذه الحياة ونوعها؟ ولقد أوضح المسيح بعد هذا أنه سيمضي إلى بيت الآب ليُعد المكان لنا ( يو 14: 2 ، 3). وما كان مُمكنًا لواحد من الخطاة أن يُقبل في بيت الآب، ولا حتى لواحد من الأبرار، بل يدخله مَن لهم الحياة عينها التي للمسيح، الذي هو مقبول ومُرَّحب به تمامًا في ذلك البيت.

وأول أصحاح في الكتاب المقدس يشـرح لنا أن كل ما فيه حياة يأتي بثمر “كجنسه”. ولهذا كان على حبة الحنطة، ربنا يسوع المسيح، أن يقع في الأرض وأن يموت، لكي يأتي بثمر كجنسه. فلا عجب أن المسيح بعد قيامته من الأموات، ظهر لمريم المجدلية وعلى فمه تلك البشـرى العجيبة: «اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ» ( يو 20: 17 ). هذا هو الثمر الكثير الذي نتج عن موت حبة الحنطة ربنا يسوع المسيح.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net