الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 18 أغسطس 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عند الانطلاق
«لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا» ( فيلبي 1: 23 )
واضح أنني حين أنطلق وأترك الجسد، فتلك خطوة لدخول الراحة؛ الراحة التي لا تعرف الاضطراب، راحة كاملة وعميقة، راحة لا يمكن أن تُنقَض! ويا له اتساعًا عجيبًا سوف تختبره روحي وهي تنطلق من ثقل جو مناوئ، إلى جو حضـرته.

ومع أنني سأكون معه في عمق طمأنينة السلام الأبدي، مُتمتعًا بسعادة صافية معه، فإنني أنتظر مجيئه في صباح بلا غيوم، يوم تُطلق من القبور الأجساد التي رقدت على مر العصور! لقد كنت – في مشهد رفضه – أنتظره هنا، لكن غفوة الرقاد باغتت جسدي، فمضت روحي إلى حضرته مباشرة، وهناك أنتظر أيضًا، وصار انتظاري أكثر شبهًا بانتظاره، فلم يَكْفِ أن أوجد في حضرته، ولكني أريد أن أكون مثله لأن هذا يملأ قلبي فرحة خاصة. ولأجل هذه الغاية أحتاج إلى جسد مُمجَّد. فهناك أنتظره. لا يكفي أنه مُكلَّل بالمجد والكرامة على عرش أبيه، ولكن تتوق روحي لظهور أمجاده في السماء وعلى الأرض. أتوق أن أرى جبينه مُرصعًا بتيجان كثيرة. أتوق أن أمتلئ بأنغام الترنيمة الجديدة التي تُشيد بفضله. أتوق أن أكون هناك معه في بيت الآب. أتوق أن أراه يُعبِّر عن محبته لعروسه، وأن يُعلن الفرح والبهجة اللذين يملآن قلبه حينما يكون كل شيء.

كل أشواق روحي هذه، كل حنينها المبارك، مما يستهدف شخصه الكريم كالغرض، أستطيع يومئذٍ أن أرتوي بها دون مُعطِل أو عائق. إلى هذا جميعه – إذا كنت متغربًا عن الجسد – يتوق قلبي، أرقبه في صبر المسيح، موقنًا بأن كل ما يصبو إليه قلبي الآن، وما قد يصبو إليه حينئذٍ، سواء في ظروف الحياة الحاضرة، أو ظروف ما بعد الانطلاق، كل هذا لا يجد جوابه إلا بمجيء الرب في السحب.

فرانك والس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net