الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 3 أغسطس 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جمال البساطة
«أَخَافُ أَنَّهُ ... تُفْسَدُ أَذْهَانُكُمْ عَنِ الْبَسَاطَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ» (2 كونثوص 11‪:‬ 3)
لا يسعني إلا أن أضطرب من شدة تعقيد التعاليم التي أقرأها أو أسمعها في هذه الأيام؛ هناك كتب عن الحديث مع نفسك، وتحليل نفسك، وكيف تجد نفسك، وكيف تفقد نفسك! فلا عجب أن الكثير من الشباب اليوم قد أصبحوا حيارى، ومشلولين، ومُنهكي القوى. لقد عقَّدنا الحياة المسيحية لدرجة أن المرء يكاد يحتاج إلى درجة الماجستير في علم النفس لكي يعرف مَنْ هو وما الغرض من وجوده. أما الكتاب المقدس فيضع هذه الحقائق في لغة بسيطة إلى حد كبير.

ما الذي جرى للحياة البسيطة التي عاشها الكثيرون من المؤمنين الأتقياء قبلنا؟! أنا أعرف أن الزمن قد تغيَّر، إلا أنني أعرف أيضًا أن الرب لم يتغير. ربما لأننا ابتعدنا عن تعليم “الكلمة”، وأصبحنا نُعلِّم أفكار الناس أكثر منها. وربما أصبحنا نستخدم كتابنا المقدس في ضوء علم النفس، بدلاً من أن نفعل العكس. وربما لأننا نضع ضغطًا كبيرًا على الشباب لكي يؤدوا أعمالاً، بدلاً من أن نقودهم بصبر من خلال الكلمة، وننتظر أن ينموا في معرفتهم لله. وربما لأن المؤمنين لا يدركون كم السرور الذي يُسر به الرب من أحدهم، لمجرد أنه يحب زوجته، ويؤدي عمله بأمانة، ويُربي أولاده في مخافة الرب، وله شركة أمينة مع اجتماعه المحلي. وربما نكون قد وضعنا تركيزنا على معرفة أنفسنا، أكثر من معرفة يسوع المسيح. وربما قد ازددنا تطرفًا جدًا أثناء محاولتنا للابتعاد عن الديانة الميتة والتقليد. مهما يكن السبب، إلا أنني عندما أقرأ الكتاب المقدس وأتأمل حياة المسيح وحياة أتقياء كثيرين، أقتنع أنها لم تتميز أبدًا بالتعقيد بل بالبساطة، ونفس الأمر ينطبق على ما كانوا يُعلّمونه.

ليست هذه دعوة للعودة إلى الماضي، بل إنها دعوة إلى بساطة المسيح وكلمته.

س.ج. هالشايز
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net